موقع الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391

موقع الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391

الجمعة، 8 يناير 2021

كيف نجعل الطفل مرتبطا بالقرآن العظيم الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391

 كيف نجعل الطفل مرتبطا بالقرآن العظيم؟؟؟


يستصعب الكثيرين جذب الطفل
أو الطفلة ليحب بصدق كتاب الله
القرآن الكريم وهذه طرق مبسطة
وإن طال شرحها أحببت نقلها لكم
الفائدة المنشودة منها والهدف
المرجو سائلين لمولى قبول العمل .
الأهداف
1- جعل الطفل يحب القرآن.
2- تيسير و تسهيل حفظ القرآن لدى الطفل.
3- اثراء الطفل لغويا ومعرفيا.


هذه الطرق منبثقة من القرآن نفسه
كل الأفكار لا تحتاج لوقت طويل (5-10 دقائق)
ينبغي احسان تطبيق هذه الافكار بما يتناسب مع وضع الطفل اليومي
كما ينبغي المداومة عليها وتكرارها وينبغي للأبوين التعاون لتطبيقها.
ولعلنا نخاطب الام أكثر لارتباط الطفل بها خصوصا في مراحل الطفولة المبكرة

1 - ليستمع للقران وهو جنين !!
الجنين يتأثر نفسيا وروحيا بحالة الام وما يحيط بها اثناء الحمل فاذا ما داومت
الحامل على الاستماع للقران فانها ستحس براحة نفسية ولا شك وهذه الراحة
ستنعكس ايجابا على حالة الجنين. لان للقران تأثيرا روحيا على سامعه وهذا التأثير
يمتد حتى لمن لا يعرف العربية فضلا عن من يتقنها.
راحتك النفسية اثناء سماعك للقران = راحة الجنين نفسه
استماعك في فترة محددة وان تكن قصيرة نسبيا تؤثر عليك وعلى الجنين طول اليوم


2 - ليستمع للقران وهو رضيع!!
من الثابت علميا ان الرضيع يتأثر بل ويستوعب ما يحيط به فحاسة السمع تكون
قد بدأت بالعمل الا ان هذه الحاسة عند الكبار يمكن التحكم بها باستعادة ما خزن من مفردات.
اما الرضيع فانه يخزن المعلومات و المفردات لكنه لا يستطيع استعادتها او استخدامها
في فترة الرضاعة غير انه يستطيع القيام بذلك بعد سن الرضاعة. لذلك فان استماع الرضيع للقران
يوميا لمدة 5-10 دقائق (وليكن 5 دقائق صباحا واخرى مساءا) يزيد من مفرداته المخزنه مما يسهل
عليه استرجاعها بل وحفظ القرآن الكريم فيما بعد.

3 - أقرؤوا القرآن أمامه (غريزة التقليد)
هذه الفكرة تنمي عند الطفل حب التقليد التي هي فطر فطر الله الانسان عليها فــ
(كل مولود يولد على الفطرة فأبواه ...)
ان قرائتك للقران امامه او معه يحفز بل ويحبب القرآن للطفل بخلاف ما لو امرتيه
بذلك وهو لا يراك تفعلين ذلك. ويكون الامر أكمل ما لو اجتمع الام والاب مع الابناء للقراءة ولو لفترة قصيرة.


4 - اهديه مصحفا خاص به (غريزة التملك)
ان اهدائك مصحفا خاصا لطفلك يلاقي تجاوبا مع حب التملك لديه. وان كانت هذه الغريزة تظهر جليا
مع علاقة الطفل بألعابه فهي ايضا موجودة مع ما تهديه اياه. اجعليه اذا مرتبطا بالمصحف الخاص به يقرأه
و يقلبه متى شاء.


6 - قصووا له قصص القرآن الكريم..
يحب الطفل القصص بشكل كبير فقصي عليه قصص القرآن بمفردات واسلوب يتناسب مع فهم ومدركات الطفل.
وينبغي ان يقتصر القصص على ما ورد في النص القرآني ليرتبط الطفل بالقرآن ولتكن ختام القصة قراءة
لنص القرآن ليتم الارتباط ولتنمي مفردات الطفل خصوصا المفردات القرآنية.

7 - أعدووا له مسابقات مسلية من قصار السور (لمن هم في سن 5 أو اكثر)..
هذه المسابقة تكون بينه وبين اخوته او بينه وبين نفسه.
كأسئلة واجوبة متناسبة مع مستواه.
فمثلا يمكن للام ان تسأل ابنها عن :
كلمة تدل على السفر من سورة قريش؟ ج رحلة
فصلين من فصول السنة ذكرا في سورة قريش؟ ج الشتاء و الصيف
اذكر كلمة تدل على الرغبة في الاكل؟ ج الجوع
او اذكر الحيوانات المذكورة في جزء عم او في سور معينه ؟
وهكذا بما يتناسب مع سن و فهم الطفل.

8 - ربط عناصر البيئة بآيات القرآن..
من هذه المفردات: الماء/السماء/الارض /الشمس / القمر/ الليل/ النهار/ النخل/ العنب/ العنكبوت/ وغيرها.
يمكنك استخدام الفهرس أو أن تطلبي منه البحث عن آية تتحدث عن السماء مثلا وهكذا.

9- مسابقة أين توجد هذه الكلمة ؟؟..
فالطفل يكون مولعا بزيادة قاموسه اللفظي. فهو يبدأ بنطق كلمة واحدة
ثم يحاول في تركيب الجمل من كلمتين او ثلاث فلتكوني معينة له في زيادة قاموسه اللفظي و تنشيط
ذاكرة الطفل بحفظ قصار السور
والبحث عن مفردة معينة من خلال ذاكرته. كأن تسأليه اين توجد كلمة الناس او الفلق وغيرها.

10- لنجعل القرآن رفيقه في كل مكان..
يمكنك تطبيق هذه الفكرة بأن تجعلي جزء عم في حقيبته مثلا. فهذا يريحه ويربطه بالقرآن
خصوصا في حالات التوتر والخوف فانه يحس بالامن ما دام معه القرآن
على أن يتعلم آداب التعامل مع المصحف.

11-لنربطه بالوسائل المتخصصه بالقرآن وعلومه ..
(القنوات المتخصصة بالقرآن، اشرطة، اقراص، مذياع وغيرها)
هذه الفكرة تحفز فيه الرغبة في التقليد والتنافس للقراءة والحفظ
خصوصا اذا كان المقرءون والمتسابقون في نفس سنه ومن نفس جنسه.
رسخي في نفسه انه يستطيع ان يكون مثلهم او احسن منهم اذا واظب على ذلك.

12-اشتري له اقراص تعليمية..
يمكنك استخدام بعض البرامج في الحاسوب لهذا الهدف كالقارئ الصغير او البرامج
التي تساعد على القراءة الصحيحة والحفظ من خلال التحكم بتكرار الاية وغيره.
كما ان بعض البرامج تكون تفاعلية فيمكنك تسجل تلاوة طفلك ومقارنتها بالقراة الصحيحة.

13- شجعه على المشاركة في المسابقات..
(في البيت/المسجد/المكتبة/المدرسة/البلدة....)
ان التنافس امر طبيعي عند الاطفال ويمكن استغلال هذه الفطرة في تحفيظ القرآن الكريم.
اذ قد يرفض الطفل قراءة وحفظ القرآن لوحده لكنه يتشجع ويتحفز اذا ما دخل في مسابقة
او نحوها لانه سيحاول التقدم على اقرانه كما انه يحب ان تكون الجائزة من نصيبه.
فالطفل يحب الامور المحسوسة في بداية عمره لكنه ينتقل فيما بعد من المحسوسات الى المعنويات.
فالجوائز والهدايا وهي من المحسوسات تشجع الطفل على حفظ القرآن الكريم قد يكون الحفظ
في البداية رغبة في الجائزة لكنه فيما بعد حتما يتأثر معنويا بالقرآن ومعانيه السامية.
كما ان هذه المسابقات تشجعه على الاستمرار والمواظبة فلا يكاد ينقطع حتى يبدأ من جديد
فيضع لنفسه خطة للحفظ. كما ان احتكاكه بالمتسابقين يحفزه على ذلك فيتنافس معهم
فان بادره الكسل ونقص الهمه تذكر ان من معه سيسبقوه فيزيد ذلك من حماسه.

14- سجل صوته وهو يقرأ القرآن ..
فهذا التسجيل يحثه ويشجعه على متابعة طريقه في الحفظ بل حتى اذا ما نسي شي من الآيات
او السور فان سماعه لصوته يشعره انه قادر على حفظها مرة اخرى. اضيفي الى ذلك انك
تستطيعين ادراك مستوى الطفل ومدى تطور قرائته وتلاوته.

15-شجعه على المشاركة في الاذاعة المدرسية والاحتفالات الأخرى..
مشاركة طفلك في الاذاعة المدرسية –خصوصا في تلاوة القرآن- تشجع الطفل ليسعى سعيا
حثيثا ان يكون مميزا ومبدعا في هذه التلاوة. خصوصا اذا ما سمع كلمات الثناء من المعلم
ومن زملائه. وينبغي للوالدين ان يكونا على اتصال بالمعلم والمسؤول عن الاذاعة المدرسية
لتصحيح الاخطاء التي قد يقع فيها الطفل وليحس الطفل بانه مهم فيتشجع للتميز اكثر.

16- استمع له وهو يقص قصص القرآن الكريم..
من الاخطاء التي يقع فيها البعض من المربين هو عدم الاكتراث بالطفل وهو يكلمهم بينما
نطلب منهم الانصات حين نكون نحن المتحدثين. فينبغي حين يقص الطفل شيئا
من قصص القرآن مثلا ان ننصت اليه ونتفاعل معه ونصحح ما قد يقع منه في سرد القصة
بسبب سوء فهمه للمفردات او المعاني العامة. كما ان الطفل يتفاعل بنفسه اكثر حين
يقص هو القصة مما لو كان مستمعا اليها فان قص قصة تتحدث عن الهدى والظلال
او بين الخير والشر فانه يتفاعل معها فيحب الهدى والخير ويكره الظلال والشر.
كما ان حكايته للقصة تنمي عنده مهارة الالقاء و القص . والاستماع منه ايضا ينقله
من مرحلة الحفظ الى مرحلة الفهم ونقل الفكرة ولذلك فهو سيحاول فهم القصة اكثر
ليشرحها لغيره اضافة الى ان هذه الفكرة تكسبه ثقة بنفسه فعليك بالانصات له وعدم
اهماله او التغافل عنه.

17- حضه على إمامة المصلين (خصوصا النوافل)..
ويمكن للأم أن تفعل ذلك كذلك مع طفلها في بيتها فيأم الاطفال بعضهم بعضا وبالتناوب
او حتى الكبار خصوصا في نوافل.

18- اشركه في الحلقة المنزلية..
ان اجتماع الاسرة لقراءة القرآن الكريم يجعل الطفل يحس بطعم و تأثير اخر للقران الكريم
لأن هذا الاجتماع والقراءة لاتكون لأي شيء سوى للقران فيحس الطفل ان القرآن مختلف
عن كل ما يدور حوله. ويمكن للاسة ان تفعل ذلك ولو لـ 5 دقائق.


19- ادفعه لحلقة المسجد ..
هذه الفكرة مهمة وهي تمني لدى الطفل مهارات القراءة والتجويد اضافة الى المنافسة.

20- اهتم بأسئلته حول القرآن.
احرص على اجابة أسئلته بشكل مبسط وميسر بما يتناسب مع فهمه ولعلك ان تسرد
له بعضا من القصص لتسهيل ذلك.


21- وفر له معاجم اللغة المبسطة (10 سنوات وما فوق)..
وهذا يثري ويجيب على مفردات الام والطفل. مثل معجم مختار الصحاح والمفدات للاصفهاني وغيرها.

22- وفر له مكتبة للتفسير الميسر(كتب ،اشرطة،اقراص)..
ينبغي ان يكون التفسير ميسرا وسهلا مثل تفسير الجلالين او شريط جزء عم مع التفسير.
كما ينبغي ان يراعى الترتيب التالي لمعرفة شرح الايات بدءا بالقرآن نفسه
ثم مرورا بالمفردات اللغوية والمعاجم وانتهاءا بكتب التفسير.
وهذا الترتيب هدفه عدم حرمان الطفل من التعامل مباشرة مع القرآن بدل
من الاتكال الدائم الى اراء المفسرين واختلافاتهم.

23- اربطه باهل العلم والمعرفة..
ملازمة الطفل للعلماء يكسر عنده حاجز الخوف والخجل فيستطيع الطفل السؤال والمناقشة
بنفسه وبذلك يستفيد الطفل ويتعلم وكم من عالم خرج الى الامة بهذه الطريقة.

24- ربط المنهج الدراسي بالقرآن الكريمينبغي للأم والمعلم ان يربطا المقررات الدراسية المختلفة بالقرآن الكريم ..
كربط الرياضيات بآيات الميراث و الزكاة وربط علوم الاحياء بما يناسبها
من ايات القرآن الكريم وبقية المقررات بنفس الطريقة.

25- ربط المفردات والاحداث اليومية بالقرآن الكريم..
فان اسرف نذكره بالآيات الناهية عن الاسراف واذا فعل اي فعل يتنافى
مع تعاليم القرآن نذكره بما في القرآن من ارشادات وقصص تبين الحكم في كل ذلك.

كيف نستفيد من هذه الافكار

1- اكتبي جميع الافكار في صفحة واحدة
2- قسميها حسب تطبيقها (سهولتها وامكانية تطبيقها) واستمري عليها
3- التزمي بثلاث افكار ثم قيمي الطفل وانقليها لغيرك لتعم الفائدة
4- انتقلي بين الافكار مع تغير مستوى الطفل
5- واخيرا الدعاء الدعاء للإخراج جيل قراني مرتبط بالقرآن تربية وسلوكا علما وعملا

معجزة إحياء الموتى الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391

 معجزة إحياء الموتى


الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
يقول الله -تبارك وتعالى-: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ سورة البقرة(259).

شرح الآية:
بعد أن ذكر الله -سبحانه وتعالى- أنه المتفرد بالخلق والرزق، والملك والتدبير، والإحياء والإماتة؛ شرع في ذكر الأدلة على ذلك؛ فذكر فيما سبق في مناظرة إبراهيم للنمرود أن الله هو الذي يحيي ويميت، وأنه هو الذي يدبر الأمور، فيأتي بالشمس من المشرق، وهو على كل شيء قدير، ثم أعقب ذلك بذكر أدلة أخرى على تفرده بالإحياء والإماتة؛ فذكر منها قصة الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها؛ فاستبعد أنها تحيا بعدما ماتت؛ فأماته الله مائة عام، ثم بعثه؛ فقال تعالى: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ أَوْ حرف عطف؛ والكاف زائدة للتوكيد؛ ومعنى ذلك أنها معطوفة على الَّذِي في قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ سورة البقرة(258).
واختلفوا في المار بهذه القرية: فقيل عزير، قال ابن كثير: "وهذا القول هو المشهور" ثم قال: "وذكر غير واحد أنه مات وهو ابن أربعين سنة؛ فبعثه الله وهو كذلك، وكان له ابن فبلغ من السن مائة وعشرين سنة، وبلغ ابن ابنه تسعين وكان الجد شاباً وابنه وابن ابنه شيخان كبيران قد بلغا الهرم، وأنشدني به بعض الشعراء:
وأسوَدُ رأسٍ شاب من قبل ابنه ... ومن قبله ابن ابنه فهو أكبر
يرى أنه شيخاً يدب على عصا ... ولحيته سوداء والرأس أشعر
وما لابنه حبل ولا فضل قوة ... يقوم كما يمشي الصغير فيعثر
وعمر ابنه أربعون أمرها ... ولابن ابنه في الناس تسعين غبر
وأما القرية: فالمشهور أنها بيت المقدس مر عليها بعد تخريب بختنصر لها وقتل أهلها. وَهِيَ خَاوِيَة أي: ليس فيها أحد من قولهم: خوت الدار تخوي خواءً وخُويا."1
وقوله: عَلَى عُرُوشِهَا أي أسقفها، وحيطانها، ومعنى ذلك أن هذه القرية قد باد أهلها، وفني سكانها، وسقطت حيطانها على عروشها، فلم يبق بها أنيس، بل بقيت موحشة من أهلها مقفرة، فوقف عليها ذلك الرجل متعجبا وقَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا؟! استبعاداً لذلك وجهلا بقدرة الله تعالى، فلما أراد الله به خيرا أراه آية في نفسه وفي حماره، وكان معه طعام وشراب.
قوله: فَأَمَاتَهُ اللَّهُ أي قبض روحه. قوله: مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ أي أحياه؛ ولعل قائلاً يقول: إن المتوقع أن يقول: "ثم أحياه" ليقابل أماته؛ لكن "البعث" أبلغ؛ لأن "البعث" فيه سرعة؛ ولهذا نقول: انبعث الغبار بالريح، وما أشبه ذلك من الكلمات الدالة على أن الشيء يأتي بسرعة واندفاع، فهذا الرجل بعثه الله بكلمة واحدة، قال مثلاً: "كن حياً"، فكان حياً.
قوله تعالى: قَالَ كَمْ لَبِثْتَ؟ القائل هو الله -عز وجل-، يعني كم لبثت من مدة؟ والمدة التي لبثها هذا الرجل "مائة عام" كما سبق.
فما كان منه إلا أن أجاب قائلاً: قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ، أَوْ للشك، قال العلماء: وإنما قال ذلك؛ لأن الله أماته في أول النهار، وأحياه في آخر النهار، فقال: لبثت يوماً إن كان هذا هو اليوم الثاني من موته، أو بعض يوم إن كان هو اليوم الذي مات فيه.
فأجابه الله بقوله: قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ بَلْ هذه للإضراب الإبطالي، يعني لم تلبث يوماً، أو بعض يوم، بل لبثت مائة عام.
قوله تعالى: فَانْظُرْ أي بعينك إِلَى طَعَامِكَ "الطعام" كل ما له طعم من مأكول، ومشروب؛ لكنه إذا قرن بالشراب صار المراد به المأكول، وقد أبهمه الله -عز وجل- ولم يبين من أي نوع هو.
قوله تعالى: وَشَرَابِكَ كذلك لم يبين نوع الشراب، لَمْ يَتَسَنَّهْ أي لم يتغير مع بقائه تلك المدة الطويلة.
قوله تعالى: وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ أي انظر إليه بعينك، فنظر إلى حماره تلوح عظامه ليس فيه لحم، ولا عصب، ولا جلد.
قوله تعالى: وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ أي لنصيِّرك علامة للناس على قدرتنا على بعث الأموات من قبورهم، ولتكون أنموذجاً محسوساً مشاهداً بالأبصار، فيعلموا بذلك صحة ما أخبرت به الرسل.
قوله تعالى: وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا وفي قراءة: "ننشرها" بالراء؛ نُنْشِزُهَا بالزاي يعني: نركب بعضها على بعض؛ من النشَز؛ وهو الارتفاع؛ كقوله تعالى: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا سورة النساء(128)؛ فـ ننشزها يعني نعلي بعضها على بعض؛ فنظر إلى العظام يأتي العظم، ويركب على العظم الثاني في مكانه حتى صار الحمار عظاماً؛ كل عظم منها راكب على الآخر في مكانه، ثم بعد ذلك كسا الله العظام لحماً بعد أن أنشز بعضها ببعض بالعصب؛ أما قراءة "ننشرها" بالراء فمعناها: نحييها؛ لأن العظام قد يبست، وصارت كالرميم ليس فيها أيّ مادة للحياة، ثم أحييت بحيث صارت قابلة لأن يركب بعضها على بعض.
قوله تعالى: ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً أي نسترها باللحم؛ فشاهد ذلك بعينه، فاجتمع عنده آيتان من آيات الله؛ إبقاء ما يتغير على حاله -وهو طعامه، وشرابه؛ وإحياء ما كان ميتاً- وهو حماره.
قوله تعالى: فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أي تبين لهذا الرجل -الذي مر على القرية، واستبطأ أن الله سبحانه وتعالى يحييها بعد موتها، وحصل ما حصل من آيات الله -عز وجل- بالنسبة له، ولحماره، ولطعامه، وشرابه -تبين له الأمر الذي تحقق به قدرة الله -عز وجل-.
قوله تعالى: قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أي أوقن أن الله على شيء قدير، وهو مولانا ونعم المولى ونعم النصير.

بعض الفوائد المستفادة من الآية:
1.بلاغة القرآن، حيث ينوع الأدلة، والبراهين على الأمور العظيمة؛ لقوله تعالى: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ؛ فهذه الآية وما قبلها، وما بعدها كلها في سياق قدرة الله -عز وجل- على إحياء الموتى.
2.الإشارة إلى أنه لا ينبغي أن يهتم الإنسان بأعيان أصحاب القصة؛ إذ لو كان هذا من الأمور المهمة لكان الله يبين ذلك: يقول: فلان؛ ويبين القرية.
3.قصور نظر الإنسان، وأنه ينظر إلى الأمور بمعيار المشاهَد المنظور لديه؛ لقوله هذا الرجل: أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا؛ فكونك ترى أشياء متغيرة لا تستبعد أن الله -عز وجل- يزيل هذا التغيير؛ وكم من أشياء قدَّر الناس فيها أنها لن تزول، ثم تزول؛ كم من أناس أمَّلوا دوام الغنى، ودوام الأمن، ودوام السرور، ثم أعقبه ضد ذلك؛ وكم من أناس كانوا على شدة من العيش، والخوف، والهموم، والغموم، ثم أبدلهم الله -سبحانه وتعالى- بضد ذلك.
4.أن الإنسان إذا استبعد وقوع الشيء -ولكنه لم يشك في قدرة الله- لا يكفر بهذا.
5.بيان قدرة الله -عز وجل- في إماتة هذا الرجل لمدة معينة، ثم إحيائه؛ لقوله تعالى: فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ.
6.إثبات الكلام لله -عز وجل-، والقول، وأنه بحرف، وصوت مسموع؛ لقوله تعالى: قَالَ كَمْ لَبِثْتَ؟ والأولى الأخذ بظاهر القرآن، وأن القائل هو الله -عز وجل-.
7.جواز إخبار الإنسان بما يغلب على ظنه، وأنه إذا خالف الواقع لا يعد مخطئاً؛ لقوله تعالى: قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ مع أنه لبث مائة عام.
8.أن الله قد يمنّ على عبده بأن يريه من آياته ما يزداد به يقينه؛ لقوله تعالى: فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ ... إلخ.
9.أن قدرة الله فوق ما هو معتاد من طبيعة الأمور، حيث بقي هذا الطعام والشراب مائة سنة لم يتغير.
10.أن الله يحدث للعبد ما يكون عبرة لغيره؛ لقوله تعالى: وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ؛ ومثل ذلك قوله تعالى في عيسى بن مريم، وأمه: وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ سورة الأنبياء(91).
11.أنه ينبغي التفكر فيما خلقه الله عز وجل، وأحدثه في الكون؛ لأن ذلك يزيد الإيمان، حيث إن هذا الشيء آية من آيات الله.
12.أن الله عز وجل جعل اللحم على العظام كالكسوة؛ بل هو كسوة في الواقع؛ لقوله تعالى: ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً، وقال تعالى: فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا سورة المؤمنون(14)؛ ولهذا تجد اللحم يقي العظام من الكسر والضرر؛ لأن الضرر في العظام أشد من الضرر في اللحم.
13.أن الإنسان بالتدبر والتأمل والنظر يتبين له من آيات الله ما لا يتبين لو غفل؛ لقوله تعالى: فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ... الخ.
14.أنه يلزم من النظر في الآيات العلم واليقين؛ لقوله تعالى: فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ2.. والله نسأل أن يوفقنا لطاعته، وأن يجنبنا معصيته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

1 تفسير ابن كثير - (ج 1 / ص 687). ط: دار طيبة للنشر والتوزيع. والأبيات وما قبلها من كلام غير وارد في بعض الطبعات، بل سقط منها. وقد أثبته محقق التفسير هنا وهو: سامي محمد سلامة.

2 ينظر: تفسير القرآن العظيم (1/421) لابن كثير. والجامع لأحكام القرآن(3/275). ومعالم التنزيل(317) للبغوي. وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، صـ(112). وتفسير ابن عثيمين، المجلد الثالث

33 ايه شريفه لقضاء كل امر مهم بامر الله يقضي الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391

 ال 33 اية شريفة كل أمر هام يقضى


هناك 33 اية شريفة
ان قرأت بين الشفع و الوثر و أنت مستقبل القبلة
قضى الله حاجتك بها
سواء لمريض أو مسحور أو حاجة
و ان قرأت على عارض هلك .


1. بسم الله الرحمن الرحيم الـم ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين
2. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
3. وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ
4. أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُون
5. اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ
سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن
ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ
إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ
6. لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
7. اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ
إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ
يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
8. لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا
فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ
لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍقَدِيرٌ
9. آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ
وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ
وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا
سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ
10. لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ
وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا
أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا
حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا
مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا
أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ
11. إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي
سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ
النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ
مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ
اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ
12. ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ
13. وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً
وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحْسِنِين
14. َ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَياًّ مَّا
تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ
تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً
15. وَقُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن
لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ
وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً
16. وَالصَّافَّاتِ صَفاًّ فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً
17. فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً
18. إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ
19. رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ المَشَارِقِ
20. إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الكَوَاكِبِ
21. وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ
22. لاَ يَسَّمَّعُونَ إِلَى المَلأِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ
23. إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ
24. فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ
25. يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا
مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ
بِسُلْطَانٍ
26. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
27. يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ
28. لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا القُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً
مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
29. هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ
30. هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ
السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ
سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
31. هُوَ اللَّهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ
الحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ
العَزِيزُ الحَكِيمُ
32. وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَخَّذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً
33. وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً

صفات النفس الإنسانية في القرآن الكريم الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391

 صفات النفس الإنسانية في القرآن الكريم

من أهم هذه الصفات ما يلي:
أولاً:النفس تكلف وتعمل وتكسب
لقد أبرز القرآن الكريم صفات النفس الإنسانية في عدد كبير من الآيات القرآنية ،
ومن أهم هذه الصفات أنها تكلف وتعمل وتكسب،وفي ذلك تشجع لهذه النفس
على البذل والاجتهاد في الخيرات والإكثار من عمل الصالحات،
ومن هذه الآيات:
قال تعالى:
(لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا)(البقرة، الآية:233).
أي لا تكلف إلا ما يتسع لها بذل ما كلفت بذله فلا يضيق عليها ولا يجهدها
لا ما ظنه جهلة أهل القدر من أن معناه:لا تكلف نفس إلا ما قد أعطيت
عليه القدرة من الطاعات
وفي هذه الآية قدركبيرمن الطمأنينة النفسية،لأن الإنسان يصبح عاملاً قدرطاقته واستطاعته،وهذا قدر كبير من الإعجاز النفسي قد حققته هذه الآية القصيرة.
وقال تعالى :
(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ
أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ)
(آل عمران:30).
يعني يوم القيامة يحضر للعبد جميع أعماله من خير ومن شر كما قال تعالى:
(ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر)
فما رأى من أعماله حسناً سره ذلك وأفرحه، وما رأى من قبيح ساءه وغاظه
وود لو أنه تبرأ منه، وأن يكون بينهما أمداً بعيداً وهنا مدعاة أيضاً للإكثارمن
الصالحات والحرص على القربات التي يجدها الإنسان أمامه يوم القيامة.
وقال تعالى:
(وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ) (الزمر:70).
أي وفيت كل نفس ما عملت من خيرأوشر والله أعلم بما يفعلون في الدنيا
ولا حاجة به عز وجل إلى كتاب ولا إلى شاهد ومع ذلك فتشهد الكتب
والشهود إلزاماً للحجة
وقال تعالى:
(فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ
مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)
(آل عمران:25).
يخبر الله جل في علاه أن كل نفس برأو فاجر توفى ما عملت من
خيرأو شروهم لا يظلمون من أعمالهم
فجميع هذه الآيات تدل دلالة واضحة أنه لا محاباة يوم القيامة بل كل نفس
توفى ما عملت هذا من أوجه الإعجاز النفسي حيث العدل والأمان والجزاء
والإحسان دون ظلم أو هضم.
ومن الآيات الدالة على صفة الكسب قوله تعالى:
(وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ
كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ)
(الرعد:42).
وقوله تعالى:
(لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)
(إبراهيم:51).

ثانياً:النفس تكون مطمئنةً وراضيةً ومرضيةً
لقد أبرز القرآن الكريم مراتب النفس وجعل أعلاها مرتبة النفس المطمئنة ،
التي تكون راضية بقدر الله عز وجل مفعمة بالطمأنينة وراحة البال،
وهذا الشيء يقودها للمزيد من الخيرات والصالحات،لأنها موقنة بأنها عائدة
إلى الله لا محالة ومن ثم يكون الثواب والرضا .
قال تعالى:
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً)
(الفجر:27-28)
ولقد اختلف العلماء في معنى الاطمئنان اختلاف تنوع
فقال مجاهد(المطمئنة) التي أيقنت أن الله تعالى ربها وصبرت جأشا
لأمره وطاعته،
وقال الحسن:المؤمنة الموقنة
وقال عطية:الراضية بقضاء الله تعالى
وقال الكلبي:الآمنة من عذاب الله،
وقيل:المطمئنة بذكر الله بيانه قياساً على قوله تعالى
(وتطمئن قلوبهم بذكر الله) ،
وهذا من اختلاف التنوع الذي يمكن الجمع بينه.
فتبرز هذه الآية وتفسيرها صفة من أهم صفات النفس التي كشف الله عن حقيقتها
وأهم مدلولاتها ومصيرها، وهذا من تمام الإعجاز النفسي حيث يسعى المؤمن
جاهداً ليتوصل بنفسه إلى هذه المرتبة وبذلك يكون له الفوز يوم القيامة

ثالثا- النفس توسوس
ومن صفات النفس الإنسانية أنها توسوس وتحدث نفسها بما فيها، من الشر
أو الخير، وهذه الوساوس لا يحاسب الإنسان عليها ما لم يقلها أو يفعلها،
للحديث الوارد عن النبي عليه السلام، قال:
روى البخاري (5269) ومسلم (127) ـ أيضا ـ من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ ) .
فالإنسان عندما يخلو بنفسه يلاحظ أنها توسوس له بالخير أو الشر،
قال تعالى:
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)
(قّ: 16).
والآية دليل واضح على الإعجاز القرآني وتأثيره في النفس،
فمن خلال الآية نعلم أن الله يعلم ما يدور في صدورنا وما تحدث به أنفسنا،
فنكون متيقظين من أن نفعل الشر الذي حدثت به أنفسنا.
أي ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما تحدث به نفسه فلا يخفى علينا سرائره
وضمائره أنه تعالى يعلم ما توسوس به نفوس بني آدم من الخير أو الشر

رابعا - النفس تظلم
قال تعالى:
(وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ
لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)
(يونس: 54).
إن من صفات النفس الإنسانية أنها تظلم نفسها وتظلم غيرها
والظلم هنا معناه الشرك كما فسره النبي في الحديث،
فالنفس الإنسانية عندما تظلم نفسها بشركها وكفرها بالله لو استطاعت أن
تفتدي بالمال والكنوز من النار لما بخلت على نفسها .
ولكنها عندما ترى النار تندم على ما فعلت هذه النفس من الظلم،
وهذا دليل واضح على إعجاز القرآن الكريم في تأثيره على النفس الإنسانية
بظلمها وعبادتها لغير الله. ولو أن لكل نفس كفرت بالله
و"ظلمها" في هذا الموضع عبادتها غير من يستحق عبادة وتركها طاعة
من يجب عليها طاعته من قليل أو كثير ...،
وإن هذه النفس الظالمة أخفت رؤوس هؤلاء المشركين من وضعائهم
وسفلتهم حين أبصروا عذاب الله قد أحاط بهم وأيقنوا أنه واقع بهم
فالقرآن كما نرى قد أثر في النفس الإنسانية بأن أبرز ندم النفس على ما صنعت
من ظلم وكفر بالله حتى يحتاط المؤمن لآخر ته، وينيب إلى ربه.

خامسا-النفس تأمر بالسوء
ومن صفات النفس الإنسانية أيضاً أنها أمارة بالسوء
فترى النفس تأمر بالخير ولكن في كثير من الأحيان تأمر بالسوء أكثر
من الخير، لأن النفس تميل بطبعها إلى الشر أكثر من ميلها إلى الخير،
بأنها تقترف المحرمات وتكسل عن الطاعات، وهذا حال أغلب النفوس،
وقد عبر القرآن الكريم عن النفس الأمارة بالسوء في قصة امرأة العزيز
قال تعالى:
(وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (يوسف: 53).
أي أن هذا الجيش من الأنفس البشرية شأنه الأمر بالسوء لميله إلى الشهوات
وتأثيرها بالطبع وصعوبة قهرها وكفها عن ذلك (إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي)
إلا من رحم من النفوس فعصمها عن أن تكون أمارة بالسوء.
وفي الآية دليل واضح على إعجاز القرآن في تفسير مكنونات النفس البشرية
بأن النفس كثيرة الأمر بالسوء إلا ما رحم الله وإن النفس يجب أن تجاهد
حتى لا تقع في السوء.

سادسا- النفس تموت
أي تخرج من الجسد وتفارق البدن وليس المقصود العدم،
ومن صفات النفس أنها ميتة لا محالة، ولكل نفس أجل محدد كتبه الله
وقدره لها، فإذا استغرقته لا بد لها من الموت والصعود إلى الله عز وجل
خالقها وبارئها، حتى يأتي يوم القيامة فتعود الروح إليها،
فتقوم للحساب على ما فعلت من خير أو شر.
قال تعالى:
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ
عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)
( آل عمران: 185).
وهذا وعد ووعيد للمصدق والمكذب وإنما توفون أجوركم فتعطون أجزية
أعمالكم على التمام والكمال، يوم قيامكم من القبور.
وفي لفظ التوفية إشارة إلى أن بعض أجورهم يصل إليهم قبله كما ينبئ
عنه قوله عليه الصلاة والسلام:
"القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران"

فالآية تدل على الإعجاز القرآني بأنها تجعل النفس الإنسانية موقنة بموتها
لا محالة وأنها ستبعث مرة أخرى للحساب والجزاء على ما اقترفت من خير
أو شر، فيحرص الإنسان بذلك على اغتنام الفرص والخيرات
ويبتعد عن الشر ومآله

من عذب الناس عذبه الله الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391

 من عذب الناس عذبه الله

ان الله تعالى لما خلق (آدم) عليه السلام جعله خليفة في الارض وكرمه بأن امر الملائكة بالسجود له، وكرم ذريته وبنيه وجعل البشر في الارض خلقا عظيما مكرما، وجعل الله تعالى لهذا الانسان حقوقا لا يحق لأحد ان يسلبها منه أو ان يسلب جزءا منها الا اذا اذن الله تعالى بهذا وبسبب مشروع.

وجاء الاسلام موافقا ومؤيدا لكرامة الانسان، ومحافظا على الكليات الخمس للانسان وهي الدين والعقل والنفس والعرض والمال، وجعل من اشد المحرمات الاعتداء على النفس البشرية بغير حق حتى وان كانت كافرة، اما ان كانت مسلمة فالتحريم اغلظ واعظم، بل جاء القرآن ليؤكد ان قتل المؤمن عمدا يجازى به القاتل بأربع عقوبات اخروية جهنم خالدا فيها، وغضب الله عليه، ولعنه، واعد له عذابا أليما، و(كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) و(لزوال السماوات والارض اهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم) و(لو اجتمع اهل السماوات واهل الارض على قتل رجل مسلم لأكبهم الله في النار)!!

اما الذين يعذبون الناس بالضرب أو الحرق أو التعليق بالارجل أو التجويع أو الكهرباء أو غيرها من الاساليب فإنما يختارون لأنفسهم وسائل سيعذبون بما يشبهها ولكن اعظم بكثير يوم القيامة والجزاء من جنس العمل، والنبي صلى الله عليه وسلم حذر الناس من ان يعذبوا غيرهم ولو كانوا كفارا بقوله: {اشد الناس عذابا يوم القيامة اشدهم عذابا للناس في الدنيا}.
ان الذي يضرب الناس ظلما بالسياط الشبيهة بأذناب البقر جعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم من اهل (النار) فكيف بالذي يضرب الناس ظلما (بالعصي) أو (الكهرباء) أو غيرهما من الوسائل الحديثة، والقديمة وكيف سيلقى الله تعالى يوم القيامة بدماء الابرياء المظلومين، ومن سيدفع عنه العقوبة يوم الدين (لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار).

كم من بريء ربما ضرب بغير ذنب ارتكبه، أو عذب بغير حق، أو ربما سلبت حياته عمدا ولا نصير له، واول ما يحاسب الناس به فيما بينهم يوم القيامة بالدماء، ولا يظلم ربك احدا، اما الظالمون فهم في ظلمات يوم القيامة، وسيأخذ المظلومون من حسناتهم حتى اذا فنيت حسناتهم اخذ من سيئاتهم فطرحت عليهم فطرحوا في جهنم.

ما اعدل الفاروق رضي الله عنه لما امر (القبطي) ان يضرب ابن الوالي كما ضربه، وهو القائل (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا) فرضي الله عن (عمر).


الشيخ الفاضل الدكتور (عجيل النشمي) رئيس رابطة علماء الشريعة افتى في مسألة (التظاهرات) بفتوى صريحة مفصلة، والشيخ معروف بعلمه وفقهه وجرأته في الحق، وانا من الناس الذين استفادوا كثيرا من علم الشيخ حفظه الله، والشيخ في فتاواه يقول ما يراه صوابا وحقا ولا يخاف لومة لائم، حفظك الله يا شيخ ورد كيد الاعداء عنك وثبتنا واياك على الحق وجمعنا الله واياك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.

الومضة (الحادية والتسعون): قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه (من اعان ظالما على ظلمه، أو لقنه حجة يدحض بها حق امرئ مسلم، فقد باء بغضب من الله تعالى وعليه وزرها).
نقلا\\طريق الايمان

من تتبع الله عورته يفضحه وهو في جوف بيته الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391

 من تتبع الله عورته يفضحه وهو في جوف بيته



عن البراء بن عازب قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع العواتق في بيوتها أو في خِدْورِها ثم قال: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن من قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه، تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه وهو في جوف بيته".


عن أبي برزة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع المسلمين تتبع الله عورته حتى يفضحه في بيته".


عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإِن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته حتى يخرقها عليه في بطن بيته

غيرة الله وغيرة المؤمن 00201204337391

 الحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، أما بعد:

في هذا الدرس نقف مع حديث من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- التي تتحدث عن غيرة الله من الفواحش والحرمات يقع فيها الإنسان، ثم نتطرق إلى شيء من بيان معانيه وشرحه، واستخلاص الفوائد منه.
نص الحديث:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله يغار وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه).1
أولاً: معاني المفردات:
قوله: (إن الله يغار) هذه صفة من صفات الله تعالى وهي الغيرة على محارمه، وهذه الصفة من الصفات الفعلية لله تبارك وتعالى التي لا يجوز تأويلها أو تفويض معناها، بل إن معنى الغيرة معروف وكيفيتها بحق الله مجهولة، وقد أولها الأشاعرة بأنها منع الله تعالى الناس من الفواحش..! والصحيح أن هذا من لوازم الغيرة وليست هي. والأسلم للإنسان اتباع منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين في مثل هذه الأمور، فإن عالم الغيب لا يجوز التدخل فيه بالعقل الضعيف.. ومعلوم أن الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعون من أهل العلم وكبار أئمة الدين لم يتأولوا مثل هذه الصفات، بل أجروها على ظاهرها، وأوكلوا كيفيتها لباريها.. ولهذا قيل من أدخل عقله في عالم الغيب وما وراء الحجب احترق.. وإنما وقع التأويل والتعطيل بعد القرون المفضلة. ولا يسع المسلم إلا التسليم للأخبار الغيبية وعدم تأويل شيء منها.
قوله: (وإن المؤمن يغار) الغيرة في حق الآدمي: مشتقة من تغير القلب وهيجان الغضب بسبب المشاركة فيما به الاختصاص وأشد ما يكون ذلك بين الزوجين.
وقال النووي: "قال العلماء: الغيرة بفتح الغين وأصلها المنع، والرجل غيور على أهله أي يمنعهم من التعلق بأجنبي بنظر أو حديث أو غيره، والغيرة صفة كمال".2
أحاديث بهذا المعنى:
عن المغيرة -رضي الله عنه- قال: قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (تعجبون من غيرة سعد، والله لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين، ولا أحد أحب إليه المدحة من الله ومن أجل ذلك وعد الله الجنة).3
وعن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ليس شيء أغير من الله عز وجل).4
وقال -صلى الله عليه وسلم- عندما كسفت الشمس: (يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا).5
شرح الحديث:
بين النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله تعالى يغار، وقد فسرت الغيرة بلازمها هنا فقال: (وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه) أي من الفواحش وسائر المنهيات.
وأن المؤمن يغار على أهله وحريمه، والإنسان المسلم في هذه الغيرة لا بد أن يسلك السبيل الوسط، فلا شكوك في أهله ولا يترك لهم الأمور كما يريدون..
وقد ذكر أبو حامد الغزالي كلاماً نحو هذا يدل على ضرورة التوسط في الغيرة والاعتدال فيها.. فقال:
"الاعتدال في الغيرة: وهو أن لا يتغافل عن مبادئ الأمور التي تخشى غوائلها، ولا يبالغ في إساءة الظن والتعنت وتجسس البواطن، فقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تتبع عورات النساء، وفي لفظ آخر: أن تبغت النساء. ولما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من سفره قال قبل دخول المدينة: (لا تطرقوا النساء ليلاً)6 فخالفه رجلان فسبقا، فرأى كل واحد في منزله ما يكره. وفي الخير المشهور: (المرأة كالضلع إن قومته كسرته، فدعه تستمتع به على عوج)7 وهذا في تهذيب أخلاقها. وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إن من الغيرة غيرة يبغضها الله عز وجل، وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة)8 لأن ذلك من سوء الظن الذي نهينا عنه، فإن بعض الظن إثم. وقال علي -رضي الله عنه-: "لا تكثر الغيرة على أهلك فترمي بالسوء من أجلك". 
وأما الغيرة في محلها فلا بد منها وهي محمودة. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله تعالى يغار والمؤمن يغار، وغيرة الله تعالى أن يأتي الرجل المؤمن ما حرم الله عليه)9 وقال عليه السلام: (أتعجبون من غيرة سعد وأنا والله أغير منه والله أغير مني، ولأجل غيرة الله تعالى حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ولذلك بعث المنذرين والمبشرين ولا أحد أحب إليه المدح من الله ولأجل ذلك وعد الجنة).10 وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رأيت ليلة أسري بي في الجنة قصراً وبفنائه جارية؛ فقلت لمن هذا القصر؟ فقيل لعمر؛ فأردت أن أنظر إليها فذكرت غيرتك يا عمر) فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله!".11 وكان الحسن يقول: أتدعون نساءكم ليزاحمن العلوج في الأسواق قبح الله من لا يغار!! وقال عليه الصلاة والسلام: (إن من الغيرة ما يحبه الله ومنها ما يبغضه الله، ومن الخيلاء ما يحبه الله ومنها ما يبغضه الله ، فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، والغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة، والاختيال الذي يحبه الله اختيال الرجل بنفسه عند القتال وعند الصدقة،والاختيال الذي يبغضه الله الاختيال في الباطل)12 وقال عليه الصلاة والسلام: (إني لغيور، وما من امرئ لا يغار إلا منكوس القلب)13، والطريق المغني عن الغيرة أن لا يدخل عليها الرجال وهي لا تخرج إلى الأسواق. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لابنته فاطمة عليها السلام: (أي شيء خير للمرأة؟) قالت: أن لا ترى رجل ولا يراها رجل، فضمها إليه وقال: (ذرية بعضها من بعض)14 فاستحسن قولها. وكان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسدون الكوى والثقب في الحيطان لئلا تطلع النسوان إلى الرجال. ورأى معاذ امرأته تطلع في الكوة فضربها، ورأى امرأته قد دفعت إلى غلامه تفاحة قد أكلت منها فضربها. وقال عمر رضي الله عنه: أعروا النساء يلزمن الحجال، وإنما قال ذلك لأنهن لا يرغبن في الخروج في الهيئة الرثة. وقال عودوا نساءكم "لا"، وكان قد أذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للنساء في الحضور المسجد والصواب الآن المنع إلا العجائز،15 بل استصوب ذلك في زمان الصحابة حتى قالت عائشة -رضي الله عنها-: "لو علم النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدثت النساء بعده لمنعهن من الخروج" ولما قال ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله)16 فقال بعض ولده: بلى والله لنمنعهن فضربه وغضب عليه وقال: تسمعني أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمنعوا فتقول بلى!" وإنما استجرأ على المخالفة لعلمه بتغير الزمان، وإنما غضب عليه لإطلاقه اللفظ بالمخالفة ظاهراً من غير إظهار العذر. وكذلك كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم قد أذن لهن في الأعياد خاصة أن يخرجن إلا برضا أزواجهن. والخروج الآن مباح للمرأة العفيفة، ولكن القعود أسلم. وينبغي أن لا تخرج إلا للمهم، فإن الخروج للنظارات والأمور التي ليست مهمة تقدح في المروءة وربما تفضي إلى الفساد، فإذا خرجت فينبغي أن تغض بصرها عن الرجال، ولسنا نقول إن وجه الرجل في حقها عورة كوجه المرأة في حقه، بل هو كوجه الصبي الأمرد في حق الرجل فيحرم النظر عند خوف الفتنة فقط، فإن لم تكن فتنة فلا، إذ لم يزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه والنساء يخرجن منتقبات ولو كان وجوه الرجال عورة في حق النساء لأمروا بالتنقب أو منعن من الخروج إلا لضرورة".17
والله أعلم.
1 رواه البخاري ومسلم، واللفظ له. 
2 شرح النووي على مسلم - (ج 5 / ص 268). 
3 رواه البخاري ومسلم. 
4 رواه مسلم. 
5 رواه البخاري ومسلم. 
6 رواه الحاكم والطبراني والدارمي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
7 رواه البخاري ومسلم، ولفظ البخاري: (المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج). 
8 رواه النسائي وابن حبان بنحو من هذا، وحسنه الألباني. 
9 سبق تخريجه. 
10 سبق تخريجه بلفظه. 
11 رواه البخاري ومسلم، بنحو من هذا. 
12 رواه النسائي وابن حبان، وحسنه الألباني. 
13 رواه الطبراني في المعجم الأوسط بلفظ: (إني لغيور والله أغير مني، وإن الله يحب من عباده الغيور). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد جزء 4 - صفحة 600 : "رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن الفضل بن عطية، وهو متروك". 
14 قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء جزء 2 - صفحة 53 : "رواه البزار والدارقطني في الأفراد من حديث علي بسند ضعيف". 
15 هكذا قال الغزالي..! والصحيح عدم المنع إلا لفتنة متعلقة بكل امرأة على حدة، فمن كانت تخرج بالصفات الشرعية المعروفة فليس هناك وجه لمنعها، بل قد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن منع النساء من الذهاب إلى المساجد، وإذا حصلت فتنة عامة أو خاصة فيجب منعهن.. أما إطلاق الحكم بمنع الشابات فهذا مخالف لأمر الشرع، وإذا كان قد وقع بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- فتن فلا يمنع ذلك الحكم الشرعي. 
16 رواه البخاري ومسلم. 
17 إحياء علوم الدين - (ج 1 / ص 398)