موقع الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391

موقع الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391

الاثنين، 3 مايو 2021

من أروع القصص التي قرأت الشيخ الروحاني محمد الريان00201204337391

 أورد ابنُ الجوزي في صفة الصفوة وابنُ النحاس في مشارع الأشواق عن رجل من الصالحين اسمه أبو قدامة الشامي ..


وكان رجلاً قد حبب إليه الجهاد والغزو في سبيل الله ،فلا يسمع بغزوة في سبيل الله ولا بقتال بين المسلمين والكفار إلا وسارع وقاتل معالمسلمين فيه ، فجلس مرةفي الحرم المدني فسأله سائل فقال : يا أبا قدامة أنت رجلقد حبب إليك الجهاد والغزو في سبيل الله فحدثنا بأعجب ما رأيت من أمر الجهادوالغزو


فقال أبو قدامة : إني محدثكم عن ذلك :


القصه

خرجت مرة معأصحاب لي لقتال الصليبيين على بعض الثغور ( والثغور هي مراكز عسكرية تجعل على حدودالبلاد الإسلامية لصد الكفار عنها ) فمررت في طريقي بمدينة الرقة ( مدينةٍ فيالعراق على نهر الفرات ) واشتريت منها جملاً أحمل عليه سلاحي، ووعظت الناس فيمساجدها وحثثتهم على الجهاد والإنفاق في سبيل الله، فلما جن علي الليل اكتريتمنزلاً أبيت فيه ، فلما ذهب بعض الليل فإذا بالباب يطرق عليّ ، فلما فتحت البابفإذا بامرأة متحصنة قد تلفعت بجلبابها


فقلت : ما تريدين ؟


قالت : أنتأبو قدامة ؟


قلت : نعم


قالت : أنت الذي جمعت المال اليوم للثغور؟


قلت : نعم ، فدفعت إلي رقعة وخرقة مشدودة وانصرفت باكية، فنظرت إلى الرقعةفإذا فيها: إنك دعوتنا إلى الجهاد ولا قدرة لي على ذلك فقطعت أحسن ما فيَّ وهماضفيرتاي وأنفذتهما إليك لتجعلهما قيد فرسك لعل الله يرى شعري قيد فرسك في سبيلهفيغفر لي.



قال أبو قدامة : فعجبت والله من حرصها وبذلها ، وشدة شوقهاإلى المغفرة والجنة. فلما أصبحنا خرجت أنا وأصحابي من الرقة ، فلما بلغنا حصن مسلمةبن عبد الملك فإذا بفارس يصيح وراءنا وينادي يقول : يا أبا قدامة يا أبا قدامة ، قفعليَّ يرحمك الله ، قال أبو قدامة : فقلت لأصحابي : تقدموا عني وأنا أنظر خبر هذاالفارس ، فلما رجعت إليه ، بدأني بالكلام وقال : الحمد لله الذي لم يحرمني صحبتكولم يردني خائباً.



فقلت له ما تريد : قال أريد الخروج معكم للقتال .





فقلت له : أسفر عن وجهك أنظر إليك فإن كنت كبيراً يلزمكالقتال قبلتك ، وإن كنت صغيراً لا يلزمك الجهاد رددتك.



فقال : فكشفاللثام عن وجهه فإذا بوجه مثل القمر وإذا هو غلام عمره سبع عشرةسنة.



فقلت له : يا بني ؟ عندك والد ؟


قال : أبي قد قتلهالصليبيون وأنا خارج أقاتل الذين قتلوا أبي.


قلت : أعندك والدة ؟


قال : نعم


قلت : ارجع إلى أمك فأحسن صحبتها فإن الجنة تحت قدمها



فقال : أما تعرف أمي ؟



قلت : لا



قال : أمي هي صاحبةالوديعة



قلت : أي وديعة ؟



قال : هي صاحبةالشكال



قلت : أي شكال ؟



قال : سبحان الله ما أسرع ما نسيت !! أما تذكر المرأة التي أتتك البارحة وأعطتك الكيس والشكال ؟؟


قلت : بلى


قال : هي أمي ، أمرتني أن أخرج إلى الجهاد ، وأقسمت عليَّ أن لا أرجعوإنها قالت لي : يا بني إذا لقيت الكفار فلا تولهم الدبر ، وهَب نفسك لله واطلبمجاورة الله، ومساكنة أبيك وأخوالك في الجنة ، فإذا رزقك

الله الشهادة فاشفعفيَّ.. ثم ضمتني إلى صدرها ، ورفعت بصرها إلى السماء ، وقالت : إلهي وسيدي ومولاي،هذا ولدي ، وريحانةُ قلبي، وثمرةُ فؤادي ، سلمته إليك فقربه من أبيهوأخواله..



ثم قال: سألتك بالله ألا تحرمني الغزو معك في سبيل الله ، أناإن شاء الله الشهيد ابن الشهيد ، فإني حافظ لكتاب الله ، عارف بالفروسية والرمي ،فلا تحقرَنِّي لصغر سني..



قال أبو قدامة : فلما سمعت ذلك منه أخذته معنا، فوالله ما رأينا أنشط منه، إن ركبنا فهو أسرعنا ، وإن نزلنا فهو أنشطنا ، وهو فيكل أحواله لا يفتر لسانه عن ذكر الله تعالى أبداً.


فنزلنا منزلاً..وكناصائمين وأردنا أن نصنع فطورنا..فأقسم الغلام أن لا يصنع الفطور إلا هو..فأبيناوأبى..فذهب يصنع الفطور..وأبطأ علينا..فإذا أحد أصحابي يقول لي يا أبا قدامة اذهبوانظر ما أمر صاحبك..فلما ذهبت فإذا الغلام قد أشعل النار بالحطب ووضع من فوقهاالقدر..ثم غلبه التعب والنوم ووضع رأسه على حجر ثم نام..


فكرهت أن أوقظه منمنامه..وكرهت أن أرجع الى أصحابي خالي اليدين..فقمت بصنع الفطور بنفسي وكان الغلامعلى مرأى مني..فبينما هو نائم لاحظته بدأ يتبسم .. ثم اشتد تبسمه فتعجبت ثم بدأيضحك ثم اشتد ضحكة ثم استيقظ.. فلما رآني فزع الغلام وقال: ياعمي أبطأت عليكم دعنيأصنع الطعام عنك..أنا خادمكم في الجهاد.



فقال أبو قدامة: لا والله لستبصانع لنا شيء حتى تخبرني ما رأيت في منامك وجعلك تضحك وتتبسم .



فقال: يا عمي هذه رؤيا رأيتها..



فقلت: أقسمت عليك أن تخبرني بها .



فقال: دعها.. بيني وبين الله تعالى



فقلت: أقسمت عليك أنتخبرني بها



قال: رأيت ياعمي في منامي أني دخلت إلى الجنة فهي بحسنهاوجمالها كما أخبر الله في كتابه..فبينما أنا أمشي فيها وأنا بعجب شديد من حسنهاوجمالها..إذ رأيت قصراً يتلألأ أنواراً , لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، وإذا شُرفاتهمن الدرّ والياقوت والجوهر ، وأبوابه من ذهب ، وإذا ستور مرخية على شرفاته ، وإذابجواري يرفعن الستور ، وجوههن كالأقمار ..فلما رأيت حسنهن أخذت أنظر إليهن وأتعجبمن حسنهن فإذا بجارية كأحسن ما أنت رائي من الجواري وإذ بها تشير إلي وتحدث صاحبتهاوتقول هذا زوج المرضية هذا زوج المرضية..فقلت لها أنتيالمرضية؟؟؟



فقالت: أنا خادمة من خدم المرضية..تريد المرضية؟؟ ادخل إلىالقصر..تقدم يرحمك الله فإذا في أعلى القصر غرفة من الذهب الأحمر عليها سرير منالزبرجد الأخضر ، قوائمه من الفضة البيضاء ، عليه جارية وجهها كأنه الشمس، لولا أنالله ثبت علي بصري لذهب وذهب عقلي من حسن الغرفة وبهاء الجارية ..



فلمارأتني الجارية قالت : مرحباً بولي الله وحبيبه .. أنا لك وأنت لي .. فلما سمعتكلامها اقتربت منها وكدت ان أضع يدي عليها قالت : يا خليلي يا حبيبي أبعد الله عنكالخناء قد بقي لك في الحياة شيء وموعدنا معك غدًا بعد صلاة الظهر.. فتبسمت من ذلكوفرحت منه يا عم.



فقلت له: رأيت خيرًا إن شاء الله.



ثم إنناأكلنا فطورنا ومضينا الى أصحابنا المرابطين في الثغور ثم حضر عدونا..وصف الجيوشقائدنا..

وبينما أنا أتأمل في الناس..فإذ كل منهم يجمع حوله أقاربهوإخوانه..إلا الغلام..فبحثت عنه ووجدته في مقدمة الصفوف..فذهبت إليه وقلت: يا بنيهل أنت خبير بأمور الجهاد؟؟ قال لا يا عم هذه والله أول معركة لي معالكفار.



فقلت يا بني إن الأمر خلاف على ما في بالك ، إن الأمر قتالودماء..فيا بني كن في آخر الجيش فان انتصرنا فأنت معنا من المنتصرين وإن هُزمنا لمتكن أول القتلى..



فقال متعجبا: أنت تقول لي ذلك؟؟



قلت: نعمأنا أقول ذلك .



قال: يا عم أتود أن أكون من أهل النار؟



قلتأعوذ بالله.. لا والله .. والله ما جئنا إلى الجهاد إلا خوفًامنها..



فقال الغلام: فان الله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ وَمَنْيُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًاإِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَالْمَصِيرُ)

هل تريدني أوليهم الأدبار فأكون من أهل النار؟



فعجبتوالله من حرصه وتمسكه بالآيات فقلت له يا بني إن الآية مخرجها على غير كلامك..فأبىيرجع فأخذت بيده أُرجعه إلى آخر الصفوف وأخذ يسحب يده عني فبدأت الحرب وحالت بينيوبينه..



فجالت الأبطال ، ورُميت النبال ، وجُرِّدت السيوف ، وتكسرتالجماجم ، وتطايرت الأيدي والأرجل .. واشتد علينا القتال حتى اشتغل كلٌ بنفسه ،وقال كل خليل كنت آمله ..لا ألهينك إني عنك مشغول.. حتى دخل وقت صلاة الظهر فهزمالله جل وعلا الصليبين...فلما انتصرنا جمعت أصحابي وصلينا الظهر وبعد ذلك ذهب كلمنا يبحث عن أهله وأصحابه..إلا الغلام فليس هنالك من يسأل عنه فذهبت أبحثعنه..فبينما أنا اتفقده وإذا بصوت يقول: أيها الناس ابعثوا إلي عمي أبا قُدامةابعثوا إلي عمي أبا قدامة..


فالتفت إلى مصدر الصوت فإذا الجسد جسد الغلام ..وإذا الرماح قد تسابقت إليه ، والخيلُ قد وطئت عليه فمزقت اللحمان ، وأدمت اللسانوفرقت الأعضاء ، وكسرت العظام .. وإذا هو يتيم مُلقى في الصحراء .


قال أبوقدامة : فأقبلت إليه ، وانطرحت بين يديه ، وصرخت : ها أنا أبو قدامة .. ها أنا أبوقدامة ..



فقال : الحمد لله الذي أحياني إلى أن أوصي إليك ، فاسمعوصيتي.


قال أبو قدامة : فبكيت والله على محاسنه وجماله ، ورحمةً بأمه التيفجعت عام أول بأبيه وأخواله وتفجع

الآن به، أخذت طرف ثوبي أمسح الدم عنوجهه.


فقال : تمسح الدم عن وجهي بثوبك !! بل امسح الدم بثوبي لا بثوبك ،فثوبي أحق بالوسخ من ثوبك ..



قال أبو قدامة : فبكيت والله ولم أحرجواباً ..



فقال : يا عم ، أقسمت عليك إذا أنا مت أن ترجع إلى الرقة ، ثمتبشر أمي بأن الله قد تقبل هديتها إليه ، وأن ولدها قد قُتل في سبيل الله مقبلاًغير مدبر ، وأن الله إن كتبني في الشهداء فإني سأوصل سلامها إلى أبي وأخوالي فيالجنة ، .. ثم قال : يا عم إني أخاف ألا تصدق أمي كلامك فخذ معك بعض ثيابي التيفيها الدم، فإن أمي إذا رأتها صدقت أني مقتول ، وقل لها إن الموعد الجنة إن شاءالله ..



يا عم : إنك إذا أتيت إلى بيتنا ستجد أختاً لي صغيرة عمرها تسعسنوات .. ما دخلتُ المنزل إلا استبشرتْ وفرحتْ ، ولا خرجتُ إلا بكتْ وحزنتْ ، وقدفجعت بمقتل أبي عام أول وتفجع بمقتلي اليوم ، وإنها قالت لي عندما رأت علي ثيابالسفر : يا أخي لا تبطئعلينا وعجل الرجوع إلينا ، فإذا رأيتها فطيب صدرها بكلمات ..وقل لها يقول لك أخوكِ الله خليفتي عليكي..



ثم تحامل الغلام على نفسهوقال : يا عمّ صدقت الرؤيا ورب الكعبة ، والله إني لأرى المرضية الآن عند رأسي وأشمريحها ..ثم انتفض وتصبب العرق وشهق شهقات ، ثم مات.



قال أبو قدامة : فأخذت بعض ثيابه فلما دفناه لم يكن عندي هم أعظم من أن أرجعَ إلى الرقة وأبلغَرسالته لأمه ..



فرجعت إلى الرقة وأنا لا أدري ما اسم أمه وأينتسكن..فبينما أنا أمشي وقفت عند منزل تقف على بابه فتاة صغيرة ما يمر أحد من عندبابهم وعليه أثر السفر إلا سألته يا عمي من أين أتيت فيقول من الجهاد فتقول له معكمأخي؟..


فيقول ما أدري مَن أخوك ويمضي..وتكرر ذلك مرارًا مع المارة ويتكررمعها نفس الرد..فبكت أخيرًا وقالت: مالي أرى الناس يرجعون وأخي لايرجع..




فلما رأيت حالها أقبلت عليها..فرأت علي أثر السفر فقالت ياعم من أين أتيت قلت من الجهاد فقالت معكم أخي فقلت أين هي أمك؟؟



قالت: في الداخل ودخلت تناديها..فلما أتت الأم وسمعت صوتي عرفتني وقالت: يا أبا قدامةأقبلت معزيًا أم مبشرًا؟؟



فقلت: كيف أكون معزيًاومبشرًا؟



فقالت: إن كنت أقبلت تخبرني أن ولدي قُتل في سبيل الله مقبلغير مدبر فأنت تبشرني بأن الله قد قبل هديتي التي أعدتها من سبعة عشر عامًا. وإنكنت قد أقبلت كي تخبرني أن ابني رجع سالمًا معه الغنيمة فإنك تعزيني لأن الله لميقبل هديتي إليه..



فقلت لها: بل أنا والله مبشر إن ولدك قد قتل مقبل غيرمدبر..فقالت ما أظنك صادقًا وهي تنظر إلى الكيس ثم فتحت الكيس وإذ بالدماء تغطيالملابس فقلت لها أليست هذه ثيابه التي ألبستيه إياها بيدك؟


فقالت الله أكبروفرحت.. أما الصغيرة شهقت ثم وقعت على الأرض ففزعت أمها ودخلت تحضر لها ماء تسكبهاعلى وجهها.. أما أنا فجلست أقرأ القرآن عند رأسها..و والله مازالت تشهق وتنادي باسمأبيها وأخيها..وما غادرتها إلا ميتة..



فأخذتها أمها وأدخلتها وأغلقت الباب وسمعتُها تقول: اللهم إني قد قدمت زوجي وإخواني وولدي في سبيلك اللهم أسألك أن ترضى عني وتجمعني وإياهم في جنتك


شبهة كادت تكلفني حياتي الشيخ الروحاني محمد الريان00201204337391

 ذات مساء

1



كنت أتصفح صحيفتي اليومية والمفضلة عندي



لشد ماأعجبني جرأة كتابها وتحررهم من العادات والتقاليد البغيضة بل ومحاربتهم للتشدد والمتشددين



كنت احتفظ بقصاصات الجريدة في البوم وكنت أدبج المقالات بتعليقاتي القوية والتي لاتقل في قوة هجومها عن أولئك الكتاب الأشاوس



من قال ان الدين كبت للحريات كبت للفكر



من قال ان الدين سيطرة الرجل على المرأة



من قال أن الدين إلزامي لكل الناس ( لكم دينكم ولي دين )




دائما أشعر بالراحة ان تخلصت من الدراسة في الوزارة وانطلقت الى رحاب الجامعة حيث اتسعت مساحة الحرية



واختفت مومياءات المصلى والدين



هذا حرام



وهذا من الكبائر



أف أف ان تذكر تلك الأفواه والوجوه المشوهة يبعث فيني القشعريرة والغثيان



اطلعت تلك الليلة على مقالات متفرقة وقرأت مقالا دينيا عن حد الحرابة وكان الكاتب من أولئك المشوهين



كرهت كل ماكتب وبدون مقدمات ولكن استوقفني تعليق ساخر جميل لأحد القراء قال فيه :



( قبل أن تقطعوا أيديهم وأرجلهم من خلاف _ يقصد قطاع الطرق _ هل فكرتم لماذا لجئوا الى السرقة ثم كيف تقطعون أيديهم وأرجلهم وتطلبون منهم أن يتوبوا



الى متى أحكام بالية من 14 قرنا تبقى حتى زماننا هذا .....



التوقيع مقهور من القضاء )



أعجبني تعليقه وسارعت على الفور لتأييده وكتبت :



( الاخ مقهور من القضاء صاحب تعليق رقم .... :



لافض فوك



أنا أؤيد كلامك وأويد قشع القضاء وعلى الطريق الهيئة



ياناس تعبنا من الرقابة والتدخل في حريات الآخرين



التوقيع: طالبة الحرية )





ذات مساء

2



كنت أتابع فيلما لبطلي المفضل لقد كان قاطع طريق مع شلة من المجرمين



ومن أحداث القصة انه اختطف فتاة كانت مسافرة بسيارتها ( كنت أقول وأنا أراها تقود السيارة العقبى لنا حين يأتي يوم التحرر من الأوغاد )



وقعت قصة حب عنيفة بين البطلين لكنها لم تنته نهاية موفقة حيث أصرت البطلة أن تعاقب خاطفها المغتصب بهجره



يالها من حمقاء




أجمل مافي القصة أن المحكمة لم تحكم على البطل بحد هؤلاء المشوهين الذين يرون التقطيع دون النظر في معاناة هؤلاء






ذات مساء

3



بشرتني والدتي ان والدي قد وافق ان نقضي الإجازة في مدينة ..... وأمرتنا بالاستعداد لان السفر سيكون في الغد



كان من المقرر أن ننطلق صباحا ولكننا تأخرنا لبعض الطوارئ أراد والدي إلغاء السفر أو تأجيله لكننا انطلقنا في وجهه كالعاصفة



كان الوقت عصرا وكنت أودع مدينتي وأتأمل كل شيء حولي أشعلت مسجلي الصغير ذو السماعتين على موسيقى هادئة تضيف الجمال والمتعة والاسترخاء لجو السفر أقبل الليل ونحن في الطريق بدأت سيارتنا تتمايل في الطريق تعب والدي أوقفته والدتي وأبى أن يتوقف لقد كان يخاف التوقف ليلا



طلبت منه ان أكمل عنه القيادة ريثما يأخذ غفوة لقد كنا أربع بنات وولد والولد عمره 10 سنوات



أعطتني والدتي شماغ والدي لأضعه على رأسي فألقيته بهدوء ماأقبح التفرقة



ثم شعرت بالرغبة في قضاء الحاجة فأخذت طريقا جانبيا وابتعدت عن الخط السريع



نزلت من السيارة ووالدي في غفوة ثقيلة وأمي يكاد يلتهمها الرعب وأنا قد أظهرت كل الشجاعة والقوة فما فرق البنت عن الولد



وماهي الا لحظات وثلاثة رجال يهاجموننا



قيدونا وكمموا أفواهنا بسرعة فزع والدي وحاول المقاومة لكنه في كل مرة يتحرك يفاجأ بالركل أو الرفس فتشوا السيارة وأخذوا كل مامعنا من مال



حانت من احدهم التفاتة إلي ولم يكن على وجهي ولا شعري المنسدل أي غطاء حيث سقط أثناء التقييد



ابتسم بخبث وظهرت في عينيه علامة كريهة



أشار الى زميليه وتضاحكوا وأقبلوا نحوي



قال الشاب : بنت بنوت



وحدث شبه تنازع في من يكون ......



أصرخ أقاوم أنظر الى والدي الذي يحاول الحركة بجميع قواه فيعود أحدهم اليه ليركله ويحكم وثاقه ففقد الوعي وأمي لاأدري اين هي



ما هي الا لحظات حين أراد احدهم إلقائي الى الأرض تذكرت كلمة طالما سمعتها فرددتها بصعوبة بالغة : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق وإذا بسيارة جيب كبيرة مقبلة قد تعالت أصوات منبهاتها



تركني الرجل فوقعت أرضا فاقدة الوعي لاأدري بعدها ماحدث



استيقظت لاأدري أين أنا ولا أدري ماحدث اذا بي في مستشفى والممرضة بجانبي قلت لها اين انا ثم تذكرت الأحداث وبدأت أصرخ ودموعي تسح سحا



أبكي وأصرخ حضرت الطبيبة أمسكتني وأنا اصرخ بكل قوتي وأرادت إعطائي إبرة مهدئة فضربت يدها ونزلت من السرير أجري فاستوقفتني الممرضات واجتمع الأطباء حولي



وصرخت : لقد اعتدوا علي



أين أبي أين امي



هل قتلوهم



أنا الآن مجنونة



أعطوني الإبرة وقالت لي الطبيبة ياأختي لم يعتد عليك أحد



: انت كاذبة



: أقسم لك بالله أنك سليمة 100 % .. لقد أنقذكم بعض الشباب الطيب وأنت وجميع اهلك بخير



: كاذبة كاذبة



أين امي



أين ابي



أين أخوتي



: كلهم هنا في المستشفى وإذا هدأت سآخذك لزيارتهم جميعا



: الآن خذيني الآن روحي ستخرج من صدري وضعوني على الكرسي المتحرك وأنا أصرخ صراخا مكتوما



: اقتربنا من الوالدة اهدئي حتى لاتزيدي تعبها وأخذتني للحمام وطلبت مني ان أغسل وجهي وأقول : لاحول ولا قوة الا بالله



دخلت على أمي وألقيت بنفسي عليها وانا أبكي وهي تردد في صوت فيه اعياء الحمدلله على السلامة ياهناء



الحمدلله يابنتي على السلامة وتبكي



: أمي هل كلكم بخير



: نعم والحمدلله



: دكتورة أريد ان أرى والدي



: حسنا سآخذك الى والدك وعلى الطريق ستسلمين على إخوتك الصغار



مررت على إخوتي انطلق أخي ماجد إلي واحتضنني بكل قوته وهو يبكي بصوت عال : الحمد لله لم تموتي . خفت أسأل عنك ويقولون ماتت



حاولت ان اتركه لرؤية والدي ولكنه رفض أن يبعد يديه المتشبثة بي بكل قوة وهو يرتجف ويبكي



قالت لي الطبيبة : ياليت تقرئين عليه سورة الفاتحة والصمد والمعوذتين حتى يطمئن



بدأت في القراءة وأخذتني رعدة شديدة واختناق من شدة البكاء وكلما توقفت قالت لي أكملي فلم استطع قرأت الطبيبة بصوتها الندي الفاتحة وآية الكرسي وبعض السور وشعرت بشيء من الاسترخاء مع تشتت شديد



ثم قال ماجد : هناء لاتقودي السيارة مرة أخرى إنا الرجل وسأكبر وأتعلم القيادة وأساعد أبي



أنا احبك وأخاف عليك ثم احتضنني بكل قوته



استأذنت من ماجد واخواتي الصغيرات لزيارة ابي



أخذتني الطبيبة كانت منقبة وانا كاشفة كل شيء ليس علي الا لباس المستشفى



كنت اسمع صوتها وهي تدعو لي ولأهلي وتذكر الله



وحينما وصلنا لأحد الأجنحة دخلت بي مكان منعزل وقالت المكان هنا خاص ويحتاج لباس معين لان المرضى هنا ضعيفي المناعة وبالطبع الوالد بخير لكن لم نجد له سرير الا هنا والدخول تقريبا ممنوع لكني سأجعلك ترين الوالد ثم تهاتفينه بالهاتف من غرفتك



أطليت براسي من النافذة ورأيت أبي تحت الأجهزة فسقطت أرضا فالتقفتني الطبيبة وممرضتين لاأدري من أين جاءا نظرت الى الطبيبة لقد كانت تتحدث باستبشار وطلاقة



قلت : ماهذه الأجهزة



هل حالته خطيرة



: إطلاقا ولكن فقط لتعديل ضغط الدم المرتفع



: أريد ان اكلمه من الهاتف



: بكل سرور



: عندها اطمأننت قليلا



ذهبنا الى أحد الأجنحة وإذا بها تدخلني غرفة وأجد فيها والدتي وإخوتي وبعض قريباتي حضرن للاطمئنان علينا محملين بالورود والهدايا للجميع



ووجوههم تعلوها ابتسامات تغالب الدموع والجميع يذكر الله ويحمده



قامت الوالدة لتصلي



ياألله أنا لم أصلي من ساعة الحادث



طلبت من الطبيبة ان اصلي فابتسمت كانت قد كشفت وجهها بيننا فقد كنا جميع نساء



أخذتني الممرضة فتوضأت وسألت أي صلاة الآن قالت النسوة العصر



كبرت للصلاة ورن جهاز هاتف قريب سمعت بعض الهمس



وحين أنهيت صلاتي قالت الطبيبة : لقد كان والدك على الخط وأنت تصلين وسيتصل في وقت قريب لأنه بحاجة للراحة ولم أشأ ان اجعله ينتظر



أطرقت برأسي ثم شعرت بنعاس شديد ولم اعد اشعر بشيء



مر الوقت بطيئا ولم استطع التحدث الى والدي



قالوا لي يحتاج لراحة شديدة ومنومات حتى لايتأثر والأفضل له ألا يستيقظ كثيرا



خرجنا من المستشفى وحضرت لزيارتنا احدى قريباتنا المتدينات وجلست تحدثنا حديثا جميلا عن سعة فضل الله



حضر أعمامي الثلاثة وأخوالي وجلسوا معي طويلا وهم يحاولون الترفيه عني بكل الطرق



عمي أحمد أقرب أعمامي لي وأصغرهم سنا كان اكثرهم في الزيارات وكان يأخذنا لنتمشى في اماكن قريبة



كان يرفه عنا بكل الطرق






وذات مســـــــــاء

4



جاءني عمي احمد واستأذن ودخل غرفتي واحتضنني وبكى



: هل مات والدي ؟



: الحمدلله على قضائه وقدره



: قتله المجرمون



أين الدولة من هؤلاء



أين الشرطة



لاتقل ان روح والدي وصحة أمي وصحتي ذهبت هدرا



: من قال ذلك لقد أمسكتهم الشرطة وسيقاضون باذن الله وسيطبق عليهم حد الحرابة



: ماذا ؟ أووووووووووووه ؟؟



أنا السبب أنا السبب



يارب لماذا



لماذا تحاسب والدي بخطيئتي



: اهدئي ياهناء



وشرع عمي في قراءة القرآن



هناء انت قوية حاولي ان تتماسكي من اجل والدتك وإخوتك



لقد مضى والدك لرب كريم ونرجو له الجنة



ان حياة شهداء المؤمنين أفضل من الدنيا وما حوت



وإنا لنرجو لوالدك مراتب الشهداء ان شاء الله لقد مات دون ا ا ا ا دون ا ا ا



دون ماله



: تقصد دون عرضه !!



: كليهما



جلس معي عمي احمد جلسة طويلة ولم يكد يغادرني الا وقت النوم فقط



بدأت حياتي تتغير



حد الحرابة !!! ؟؟؟



رجعت الى قصاصاتي



وقرأت :



( قبل أن تقطعوا أيديهم وأرجلهم من خلاف _ يقصد قطاع الطرق _ هل فكرتم لماذا لجئوا الى السرقة ثم كيف تقطعون أيديهم وأرجلهم وتطلبون منهم أن يتوبوا



الى متى أحكام بالية من 14 قرنا تبقى حتى زماننا هذا .....



التوقيع مقهور من القضاء )



( الأخ مقهور من القضاء صاحب تعليق رقم .... :



لافض فوك



أنا أؤيد كلامك وأويد قشع القضاء وعلى الطريق الهيئة



ياناس تعبنا من الرقابة والتدخل في حريات الآخرين



التوقيع: طالبة الحرية )





وبدأ شريط الذكريات



الاستهزاء بالدين



السفور



وفجأة تذكرت جزءا من ذلك المساء المرعب



لقد كادوا ينهشونني لولا ان الله ألهمني : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق



أحسست بقلبي سوف يغادر صدري فزعت الى الوضوء والصلاة كما وصاني عمي أحمد



الهي ياغافر الذنب ياقابل التوب



يارحمن يارحيم



اقبلني فقد علمت ان لاملجأ ولا منجا منك الا إليك



أذنبت فحلمت



تماديت فأمهلت



فاقبلني في حياض التوبة وصفوف التائبين



اللهم اجعل عظيم جرمي في عظيم عفوك إني تبت إليك فاقبلني ولا تجعلني من القانطين واغفر لوالدي مغفرة ترفعه بها الى عليين



غفوت بعد الصلاة: رأيت والدي عليه ثياب بيضاء ويبتسم فاحتضنته



: كيف حالك ياابي



: ..........



: الحمد لله انك لم تمت



: ..................



استيقظت من غفوتي ودموعي تبلل وجهي



جددت وضوئي وصليت ودعوت لوالدي وبكيت



,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,



الهي لاتعذبنــــــــــــــــــي فاني



مقر بالذي قد كان منـــــــــــــي



ومالي حيلة الا رجائـــــــــــــي



وعفوك ان عفوت وحسن ظني



,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,



لقد أراد الله بي خيرا :



· السيارة الكبيرة التي جعل الله إنقاذنا على يديهم مجموعة من الشباب المتدين المسافرين لأداء العمرة عملوا كل مابإيديهم لإنقاذنا وهم الذين امسكوا بأحد الجناة وسلموه للشرطة وتابعونا مع الإسعاف للمستشفى وتابعوا أحوالنا حتى هذه اللحظة



· عرفت قدر ديني ومقدار تفاهة محاربي الدين والشريعة



· تعلمت ان أقول أذكاري في الصباح والمساء



· الطبيبة التي تحملت الكثير من أجلي كانت في كامل حجابها وسترها



· كانت حالة والدي حرجة من البداية وكان في غيبوبة ولكنهم أخفوا ذلك عني مراعاة لنفسيتي المنهارة ولعل الموت أفضل له من الحياة بعد تلك الذكرى الأليمة ( اللهم ارحمه ..اللهم اغفر له )



· تزوجت من طالب علم من طلاب الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله



· كبر ماجد وأصبح مكان والدي



· كثير من أحداث القصة لاأذكر ها ولكن رواها من حولي لي وخصوصا تلك التي في المستشفى



· لاتحلو الحيـــــــــــــــــاة الا بالله ومع الله



· شيء مهم : قتل الثلاثة حرابة أراد الله ان يعلمني أنني محتاجة الى شرعه وانه هو الغني الحميد



· أحداث مريرة لو لم تحدث لاستمريت في كفري وضلالي وشقائي ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لاتعلمون )






كلماتي هذه أول مرة أسطرها ليقرأها الناس في هذا المنتدى المبارك على من يقرأ يعلم قدر ربه وقدر شريعته الكاملة الصالحة لكل زمان ومكان



فتقبلوا مني ولاتنسوا موتى المسلمين من صالح دعائكم

قصة الشيخ الوقور وركاب القطار الشيخ الروحاني محمد الريان00201204337391

 هل سمعتم بقصة الشيخ الوقور وركاب القطار ؟؟



إذا فاقرءوها الآن فكم هي شيقة !! وكم هي معبرة !! وكم هي خاصة بكل واحد منا !!




فأنا وأنت وهو وهي قد عايشناها لحظة بلحظة .. !!





حصلت هذه القصة في أحد القطارات ...



ففي ذات يوم أطلقت صافرة القطار مؤذنة بموعد الرحيل .. صعد كل الركاب إلى القطار فيما عدا شيخ وقور وصل متأخرا .. لكن من حسن حظه أن القطار


لم يفته .. صعد ذلك الشيخ الوقور إلى القطار فوجد أن الركاب قد استحوذوا على كل مقصورات القطار ..



توجه إلى المقصورة الأولى ...



فوجد فيها أطفالا صغارا يلعبون و يعبثون مع بعضهم .. فأقرأهم السلام .. وتهللوا لرؤية ذلك الوجه الذي يشع نورا وذلك الشيب الذي أدخل إلى نفوسهم



الهيبة والوقار له .. أهلا أيها الشيخ الوقور سعدنا برؤيتك .. فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس ؟؟ ..



فأجابوه : مثلك نحمله على رؤسنا .. ولكن !!! ولكن نحن أطفال صغار في عمر الزهور نلعب ونمرح مع بعضنا لذا فإننا نخشى ألا تجد راحتك معنا



ونسبب لك إزعاجا .. كما أن وجودك معنا قد يقيد حريتنا .. ولكن إذهب إلى المقصورة التي بعدنا فالكل يود استقبالك ...










توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة الثانية ..



فوجد فيها ثلاثة شباب يظهر انهم في آخر المرحلة الثانوية .. معهم آلات حاسبة ومثلثات .. وهم في غاية الإنشغال بحل المعادلات الحسابية والتناقش



في النظريات الفيزيائية .. فأقرأهم السلام .... ليتكم رأيتم وجوههم المتهللة والفرحة برؤية ذلك الشيخ الوقور .. رحبوا به وأبدوا سعادتهم برؤيته .. أهلا


بالشيخ الوقور .. هكذا قالوها .. فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس ..!!!



فأجابوه لنا كل الشرف بمشاركتك لنا في مقصورتنا ولكن !!! ولكن كما ترى نحن مشغولون بالجا والجتا والمثلثات الهندسية .. ويغلبنا الحماس أحيانا



فترتفع أصواتنا .. ونخشى أن نزعجك أو ألا ترتاح معنا .. ونخشى أن وجودك معنا جعلنا نشعر بعدم الراحة في هذه الفرصة التي نغتنمها إستعدادا


لإمتحانات نهاية العام .. ولكن توجه إلى المقصورة التي تلينا .. فكل من يرى وجهك الوضاء يتوق لنيل شرف جلوسك معه ...









أمري إلى الله .. توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التالية ..



فوجد شاب وزوجته يبدوا أنهم في شهر عسل .. كلمات رومانسية .. ضحكات .. مشاعر دفاقة بالحب والحنان ... أقرأهما السلام .. فتهللوا لرؤيته .. أهلا



بالشيخ الوقور .. أهلا بذي الجبين الوضاء .. فسألهما إن كانا يسمحان له بالجلوس معهما في المقصورة ؟؟؟



فأجاباه مثلك نتوق لنيل شرف مجالسته .. ولكن !!! .. ولكن كما ترى نحن زوجان في شهر العسل .. جونا رومانسي .. شبابي .. نخشى ألا تشعر



بالراحة معنا .. أو أن نتحرج متابعة همساتنا أمامك .. كل من في القطار يتمنى أن تشاركهم مقصورتهم ..









توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التي بعدها ..



فوجد شخصان في آوخر الثلاثينيات من عمرهما .. معهما خرائط أراضي ومشاريع .. ويتبادلان وجهات النظر حول خططهم المستقبلية لتوسيع



تجارتهما .. وأسعار البورصة والأسهم ..



فأقرأهما السلام ... فتهللا لرؤية .. وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أيها الشيخ الوقور .. أهلا وسهلا بك يا شيخنا الفاضل .. فسألهما إن كانا يسمحان



له بالجلوس ؟؟؟ فقالا له : لنا كل الشرف في مشاركتك لنا مقصورتنا ... بل أننا محظوظين حقا برؤية وجهك الو ضاء .. ولكن !!!! " يالها من كلمة مدمرة



تنسف كل ما قبلها " .. كما ترى نحن بداية تجارتنا وفكرنا مشغول بالتجارة والمال وسبل تحقيق ما نحلم به من مشاريع .. حديثنا كله عن التجارة



والمال .. ونخشى أن نزعجك أو ألا تشعر معنا بالراحة .. اذهب للمقصورة التي تلينا فكل ركاب القطار يتمنون مجالستك ..










وهكذا حتى وصل الشيخ إلى آخر مقصورة ..




وجد فيها عائلة مكونة من أب وأم وابنائهم .. لم يكن في المقصورة أي مكان شاغر للجلوس ..




قال لهم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فردوا عليه السلام .. ورحبوا به ... أهلا أيها الشيخ الوقور ..




وقبل أن يسألهم السماح له بالجلوس .. طلبوا منه أن يتكرم عليهم ويشاركهم مقصورتهم .. محمد اجلس في حضن أخيك أحمد .. أزيحوا هذه الشنط




عن الطريق .. تعال يا عبد الله اجلس في حضن والدتك .. أفسحوا مكانا له .. حمد الله ذلك الشيخ الوقور .. وجلس على الكرسي بعد ما عاناه من كثرة




السير في القطار ..










توقف القطار في إحدى المحطات ...




وصعد إليه بائع الأطعمة الجاهزة .. فناداه الشيخ وطلب منه أن يعطي كل أفراد العائلة التي سمحوا له بالجلوس معهم كل ما يشتهون من أكل .. وطلب



لنفسه " سندويتش بالجبنة " ... أخذت العائلة كل ما تشتهي من الطعام .. وسط نظرات ركاب القطار الذين كانوا يتحسرون على عدم قبولهم جلوس



ذلك الشيخ معهم .. كان يريد الجلوس معنا ولكن ..



صعد بائع العصير إلى القطار .. فناداه الشيخ الوقور .. وطلب منه أن يعطي أفراد العائلة ما يريدون من العصائر على حسابه وطلب لنفسه عصير برتقال

.


. يا الله بدأت نظرات ركاب القطار تحيط بهم .. وبدأوا يتحسرون على تفريطهم .. آه كان يريد الجلوس معنا ولكن ...



صعد بائع الصحف والمجلات إلى القطار .. فناداه الشيخ الوقور وطلب مجلة الزهرات أمل هذه الأمة .. للأم ... ومجلة كن داعية .. للأب .... ومجلة شبل



العقيدة للأطفال .... وطلب لنفسه جريدة أمة الإسلام .. وكل ذلك على حسابه ... ومازالت نظرات الحسرة بادية على وجوه كل الركاب ... ولكن لم تكن



هذه هي حسرتهم العظمى ...




توقف القطار في المدينة المنشودة ..



واندهش كل الركاب للحشود العسكرية والورود والإحتفالات التي زينت محطة الوصول .. ولم يلبثوا حتى صعد ضابط عسكري ذو رتبة عالية جدا .. وطلب



من الجميع البقاء في أماكنهم حتى ينزل ضيف الملك من القطار .. لأن الملك بنفسه جاء لاستقباله .. ولم يكن ضيف الملك إلا ذلك الشيخ الوقور ..



وعندما طلب منه النزول رفض أن ينزل إلا بصحبة العائلة التي استضافته وان يكرمها الملك .. فوافق الملك واستضافهم في الجناح الملكي لمدة ثلاثة




أيام أغدق فيها عليهم من الهبات والعطايا .. وتمتعوا بمناظر القصر المنيف .. وحدائقه الفسيحة ..




هنا تحسر الركاب على أنفسهم أيما تحسر .. هذه هي حسرتهم العظمى .. وقت لا تنفع حسرة ..






والآن بعد أن استمتعنا سويا بهذه القصة الجميلة بقي أن أسألكم سؤالا ؟؟؟


من هو الشيخ الوقور ؟


ولماذا قلت في بداية سرد القصة :


وكم هي خاصة بكل واحد منا !! فأنا وأنت وهو وهي قد عايشناها لحظة بلحظة .. !!


أعلم إنكم كلكم عرفتموه .. وعرفتم ما قصدت من وراء سرد هذه القصة ..




لم يكن الشيخ الوقور إلا الدين ...




إبليس عليه لعنة الله إلى يوم الدين توعد بإضلالنا .. وفضح الله خطته حينما قال في كتابه الكريم { ولأمنينهم }




إبليس أيقن انه لو حاول أن يوسوس لنا بأن الدين سيئ أو انه لا نفع منه فلن ينجح في إبعادنا عن الدين ... وسيفشل حتما ..




ولكنه أتانا من باب التسويف .. آه ما أجمل الإلتزام بالدين .. ولكن مازالوا أطفالا يجب أن يأخذوا نصيبهم من اللعب واللهو .. حرام نقيدهم .. عندما يكبرون قليلا سوف نعلمهم الدين ونلزمهم به ..




ما اجمل الإلتزام بالدين ولكن .. الآن هم طلبة مشغولون بالدراسة .. بالواجبات والإمتحانات .. بعد ما ينهوا دراستهم سيلتزمون بالدين .. وسيتعلمونه ..


أو مازلنا في شهر العسل .. الدين رائع ولكن سنلتزم به غدا ..




مازلنا نكون أنفسنا بعد أن أقف على رجلي في ساحة التجارة سأهتم كثيرا بديني .. وسألتزم به ..




ولا ندري هل يأتي غدا ونحن أحياء .. أم نكون وقتها تحت الثرى .... !!!




التسويف هو داء نعاني منه في أمورنا كلها .. نؤمن بالمثل القائل :


لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد ولكننا لا نطبق ما نؤمن به على أرض الواقع ..


لذا نفشل في بناء مستقبلنا في الدنيا .. كما في الآخرة ..




فالعمر يمضي ونحن نردد .. غدا سأفعل .. سأفعلها ولكن بعد أن أفرغ من


هذه .. مازلت صغيرا إذا كبرت سأفعلها .. بعد أن أتزوج سألتزم بالدين ..


بعد أن أتخرج .. بعد أن أحصل وظيفة .. بعد أن .. بعد أن