موقع الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391

موقع الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391

السبت، 4 ديسمبر 2021

محبة بسكر الشيخ الروحانى محمد الريان 0020120433739

 خودي قطعة سكر وحطيها في فمك وقولي في قلبك 7 مرات : وكلتلك سكر النبات معايا ترقد و تبات و انا فلانة بنت فلانة لي نسيك في جميع البنات

وحطيهالو في عصير يشربها

جلب لي اقوى الاشخاص المعاندين الشيخ الروحانى محمد الريان 0020120433739

 تتلي اسمه تعالي (ودود) 20000مرة

وكل 1000 تقول الاتي فانك لاتقوم من مقامك الا والحاجة مقضية من ساعتها .

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم يا ودود انت الذي اعلنت سر المحبة والمودة في قلوب أهل الاسرار

وأنت الذي أكملت ذوات الطالبين بنور الانوار وتجليت بالعز الدائم والنور القائم فاحييت الاكوان

وأظهرت الانسان وخلقت الاشباح والفت بين الارواح والاجساد اسالك اللهم بود وسريان حبك

في قلوب انبيائك ورسلك واوليائك واصفيائك أن تلقي حبك وودك في قلبي وتلقي محبة فلان في قلب فلانة كما القيت

الروح علي قلب نبيك وحبيبك محمد (ص) وان تسخر لنا حظا من روحانية هذا الاسم الشرف وهو اسمك الودود

تسخر لنا به الملك والملكوت وتجعل ناصية كذا بيد كذا يا مالك الملك والملكوت انك علي كل شيء قدير

وبالاجابة جدير اجيبوا يا روحانية هذا الاسم الشريف الاعظم الاكرم وتصرفوا بقوة من يقول للشيء كن فيكون في قضاء

حاجتي من محبة ومودة فلان لفلان او فلانة بحق مالخ 2ملخي2هملوخيم2اجيبوا بقوة ربا واحدا في العالمين وهو الله الودود.

الوحا2العجل2الساعة

حــلاوة الإيمان الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391

 حدثنا ‏ ‏محمد بن المثنى ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏عبد الوهاب الثقفي ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏أيوب ‏ ‏عن ‏ ‏أبي قلابة ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏رضي الله عنه ‏

‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن ‏ ‏يقذف ‏ ‏في النار ‏

شرح الحديث

قوله : ( حدثنا محمد بن المثنى ) ‏

‏هو أبو موسى العنزي بفتح النون بعدها زاي , قال حدثنا عبد الوهاب هو ابن عبد المجيد , حدثنا أيوب هو ابن أبي تميمة السختياني بفتح السين المهملة على الصحيح وحكي ضمها وكسرها , عن أبي قلابة بكسر القاف وبباء موحدة . ‏

‏قوله : ( ثلاث ) ‏

‏هو مبتدأ والجملة الخبر , وجاز الابتداء بالنكرة لأن التنوين عوض المضاف إليه , فالتقدير ثلاث خصال , ويحتمل في إعرابه غير ذلك . ‏

‏قوله : ( كن ) ‏

‏أي : حصلن , فهي تامة . وفي قوله " حلاوة الإيمان " استعارة تخييلية , شبه رغبة المؤمن في الإيمان بشيء حلو وأثبت له لازم ذلك الشيء وأضافه إليه , وفيه تلميح إلى قصة المريض والصحيح لأن المريض الصفراوي يجد طعم العسل مرا والصحيح يذوق حلاوته على ما هي عليه , وكلما نقصت الصحة شيئا ما نقص ذوقه بقدر ذلك , فكانت هذه الاستعارة من أوضح ما يقوي استدلال المصنف على الزيادة والنقص . قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة : إنما عبر بالحلاوة لأن الله شبه الإيمان بالشجرة في قوله تعالى ( مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة ) فالكلمة هي كلمة الإخلاص , والشجرة أصل الإيمان , وأغصانها اتباع الأمر واجتناب النهي , وورقها ما يهتم به المؤمن من الخير , وثمرها عمل الطاعات , وحلاوة الثمر جني الثمرة , وغاية كماله تناهي نضج الثمرة وبه تظهر حلاوتها . ‏

‏قوله : ( أحب إليه ) ‏

‏منصوب لأنه خبر يكون , قال البيضاوي : المراد بالحب هنا الحب العقلي الذي هو إيثار ما يقتضي العقل السليم رجحانه وإن كان على خلاف هوى النفس , كالمريض يعاف الدواء بطبعه فينفر عنه , ويميل إليه بمقتضى عقله فيهوى تناوله , فإذا تأمل المرء أن الشارع لا يأمر ولا ينهى إلا بما فيه صلاح عاجل أو خلاص آجل , والعقل يقتضي رجحان جانب ذلك , تمرن على الائتمار بأمره بحيث يصير هواه تبعا له , ويلتذ بذلك التذاذا عقليا , إذ الالتذاذ العقلي إدراك ما هو كمال وخير من حيث هو كذلك . وعبر الشارع عن هذه الحالة بالحلاوة لأنها أظهر اللذائذ المحسوسة . قال : وإنما جعل هذه الأمور الثلاثة عنوانا لكمال الإيمان لأن المرء إذا تأمل أن المنعم بالذات هو الله تعالى , وأن لا مانح ولا مانع في الحقيقة سواه , وأن ما عداه وسائط , وأن الرسول هو الذي يبين له مراد ربه , اقتضى ذلك أن يتوجه بكليته نحوه : فلا يحب إلا ما يحب , ولا يحب من يحب إلا من أجله . وأن يتيقن أن جملة ما وعد وأوعد حق يقينا . ويخيل إليه الموعود كالواقع , فيحسب أن مجالس الذكر رياض الجنة , وأن العود إلى الكفر إلقاء في النار . انتهى ملخصا . وشاهد الحديث من القرآن قوله تعالى ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم - إلى أن قال - أحب إليكم من الله ورسوله ) ثم هدد على ذلك وتوعد بقوله : ( فتربصوا ) . ‏

‏( فائدة ) : ‏

‏فيه إشارة إلى التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل , فالأول من الأول والأخير من الثاني . وقال غيره : محبة الله على قسمين فرض وندب , فالفرض المحبة التي تبعث على امتثال أوامره والانتهاء عن معاصيه والرضا بما يقدره , فمن وقع في معصية من فعل محرم أو ترك واجب فلتقصيره في محبة الله حيث قدم هوى نفسه والتقصير تارة يكون مع الاسترسال في المباحات والاستكثار منها , فيورث الغفلة المقتضية للتوسع في الرجاء فيقدم على المعصية , أو تستمر الغفلة فيقع . وهذا الثاني يسرع إلى الإقلاع مع الندم . وإلى الثاني يشير حديث " لا يزني الزاني وهو مؤمن " والندب أن يواظب على النوافل ويتجنب الوقوع في الشبهات , والمتصف عموما بذلك نادر . قال : وكذلك محبة الرسول على قسمين كما تقدم , ويزاد أن لا يتلقى شيئا من المأمورات والمنهيات إلا من مشكاته , ولا يسلك إلا طريقته , ويرضى بما شرعه , حتى لا يجد في نفسه حرجا مما قضاه , ويتخلق بأخلاقه في الجود والإيثار والحلم والتواضع وغيرها , فمن جاهد نفسه على ذلك وجد حلاوة الإيمان , وتتفاوت مراتب المؤمنين بحسب ذلك . وقال الشيخ محيي الدين : هذا حديث عظيم , أصل من أصول الدين . ومعنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات , وتحمل المشاق في الدين , وإيثار ذلك على أعراض الدنيا , ومحبة العبد لله تحصل بفعل طاعته وترك مخالفته , وكذلك الرسول . وإنما قال " مما سواهما " ولم يقل " ممن " ليعم من يعقل ومن لا يعقل . قال : وفيه دليل على أنه لا بأس بهذه التثنية . وأما قوله للذي خطب فقال : ومن يعصهما " بئس الخطيب أنت " فليس من هذا ; لأن المراد في الخطب الإيضاح , وأما هنا فالمراد الإيجاز في اللفظ ليحفظ , ويدل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قاله في موضع آخر قال " ومن يعصهما فلا يضر إلا نفسه " . واعترض بأن هذا الحديث إنما ورد أيضا في حديث خطبة النكاح , وأجيب بأن المقصود في خطبة النكاح أيضا الإيجاز فلا نقض . وثم أجوبة أخرى , منها : دعوى الترجيح , فيكون حيز المنع أولى لأنه عام . والآخر يحتمل الخصوصية ; ولأنه ناقل والآخر مبني على الأصل ; ولأنه قول والآخر فعل . ورد بأن احتمال التخصيص في القول أيضا حاصل بكل قول ليس فيه صيغة عموم أصلا , ومنها دعوى أنه من الخصائص , فيمتنع من غير النبي صلى الله عليه وسلم ولا يمتنع منه لأن غيره إذا جمع أوهم إطلاقه التسوية , بخلافه هو فإن منصبه لا يتطرق إليه إيهام ذلك . وإلى هذا مال ابن عبد السلام . ومنها دعوى التفرقة بوجه آخر , وهو أن كلامه صلى الله عليه وسلم هنا جملة واحدة فلا يحسن إقامة الظاهر فيها مقام المضمر , وكلام الذي خطب جملتان لا يكره إقامة الظاهر فيهما مقام المضمر . وتعقب هذا بأنه لا يلزم من كونه لا يكره إقامة الظاهر فيهما مقام المضمر أن يكره إقامة المضمر فيها مقام الظاهر , فما وجه الرد على الخطيب مع أنه هو صلى الله عليه وسلم جمع كما تقدم ؟ ويجاب بأن قصة الخطيب - كما قلنا - ليس فيها صيغة عموم , بل هي واقعة عين , فيحتمل أن يكون في ذلك المجلس من يخشى عليه توهم التسوية كما تقدم . ومن محاسن الأجوبة في الجمع بين حديث الباب وقصة الخطيب أن تثنية الضمير هنا للإيماء إلى أن المعتبر هو المجموع المركب من المحبتين , لا كل واحدة منهما , فإنها وحدها لاغية إذا لم ترتبط بالأخرى . فمن يدعي حب الله مثلا ولا يحب رسوله لا ينفعه ذلك , ويشير إليه قوله تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) فأوقع متابعته مكتنفة بين قطري محبة العباد ومحبة الله تعالى للعباد . وأما أمر الخطيب بالإفراد فلأن كل واحد من العصيانين مستقل باستلزام الغواية , إذ العطف في تقدير التكرير , والأصل استقلال كل من المعطوفين في الحكم , ويشير إليه قوله تعالى ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) فأعاد " أطيعوا " في الرسول ولم يعده في أولي الأمر لأنهم لا استقلال لهم في الطاعة كاستقلال الرسول . انتهى ملخصا من كلام البيضاوي والطيبي . ومنها أجوبة أخرى فيها تكلم : منها أن المتكلم لا يدخل في عموم خطابه , ومنها أن له أن يجمع بخلاف غيره . ‏

‏قوله : ( وأن يحب المرء ) ‏

‏قال يحيى بن معاذ : حقيقة الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء . ‏

‏قوله : ( وأن يكره أن يعود في الكفر ) ‏

‏زاد أبو نعيم في المستخرج من طريق الحسن بن سفيان عن محمد بن المثنى شيخ المصنف " بعد إذ أنقذه الله منه " , وكذا هو في طريق أخرى للمصنف , والإنقاذ أعم من أن يكون بالعصمة منه ابتداء بأن يولد على الإسلام ويستمر , أو بالإخراج من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان كما وقع لكثير من الصحابة , وعلى الأول فيحمل قوله " يعود " على معنى الصيرورة , بخلاف الثاني فإن العودة فيه على ظاهره . فإن قيل : فلم عدى العود بفي ولم يعده بإلى ؟ فالجواب أنه ضمنه معنى الاستقرار , وكأنه قال يستقر فيه . ومثله قوله تعالى ( وما يكون لنا أن نعود فيها ) . ‏

‏( تنبيه ) : ‏

‏هذا الإسناد كله بصريون . وأخرجه المصنف بعد ثلاثة أبواب من طريق شعبة عن قتادة عن أنس , واستدل به على فضل من أكره على الكفر فترك البتة إلى أن قتل , وأخرجه من هذا الوجه في الأدب في فضل الحب في الله , ولفظه في هذه الرواية " وحتى أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه " وهي أبلغ من لفظ حديث الباب ; لأنه سوى فيه بين الأمرين , وهنا جعل الوقوع في نار الدنيا أولى من الكفر الذي أنقذه الله بالخروج منه في نار الأخرى , وكذا رواه مسلم من هذا الوجه , وصرح النسائي في روايته والإسماعيلي بسماع قتادة له من أنس , والله الموفق . وأخرجه النسائي من طريق طلق بن حبيب عن أنس وزاد في الخصلة الثانية ذكر البغض في الله ولفظه " وأن يحب في الله ويبغض في الله " وقد تقدم للمصنف في ترجمته " والحب في الله والبغض في الله من الإيمان " وكأنه أشار بذلك إلى هذه الرواية . والله أعلم

فتح الباري بشرح صحيح البخار

غزوة بدر للرسول عليه افضل الصلاة والسلام الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391

 غـزوة بـدر

الحمد لله القوي المتين، القاهر الظاهر الملك الحق المبين، لا يخفى على سمعه خفيف الأنين، ولا يعزب عن بصره حركات الجنين، ذل لكبريائه جبابرة السلاطين، وقضى القضاء بحكمته وهو أحكم الحاكمين، أحمده حمد الشاكرين, وأسأله معونة الصابرين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين,نبيه المصطفى على العالمين, المنصور ببدر بالملائكة المنزلين, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين, وسلَّم تسليماً.

أما بعد:
ففي هذا الشهر المبارك نصر الله المسلمين في غزوة بدر الكبرى على أعدائهم المشركين، وسَمَّى ذلك اليوم يوم الفرقان؛ لأنه سبحانه فرق فيه بين الحق والباطل بنصر رسوله والمؤمنين, وخذل الكفار المشركين, كان ذلك في شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة.

سبب الغزوة.
كان سبب هذه الغزوة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بلغه أن أبا سفيان قد توجه من الشام إلى مكة بِعِيرِ قريش, فدعا أصحابه إلى الخروج إليه لأخذ العير؛ لأن قريشاً حَرْبٌ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ليس بينه وبينهم عهد, وقد أخرجوهم من ديارهم وأموالهم وقاموا ضد دعوتهم -دعوة الحق- فكانوا مستحقين لما أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه بعيرهم, فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً على فرسين, وسبعين بعيراً يعتقبونها, منهم سبعون رجلاً من المهاجرين, والباقون من الأنصار, يقصدون العير لا يريدون الحرب، ولكن الله جمع بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد، ليقضي الله أمراً كان مفعولاً ويتم ما أراد، فإن أبا سفيان علم بهم فبعث صارخاً إلى قريش يستنجدهم ليحموا عيرهم وترك الطريق المعتادة, وسلك ساحل البحر فنجا.
أما قريش فإنهم لما جاءهم الصارخ خرجوا بأشرافهم عن بكرة أبيهم في نحو ألف رجل معهم مائة فرس وسبعمائة بعير؛{بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}1. ومعهم القيان يغنين بهجاء المسلمين، فلما علم أبو سفيان بخروجهم بعث إليهم يخبرهم بنجاته ويشير عليهم بالرجوع وعدم الحرب، فأبوا ذلك, وقال أبو جهل: "والله لا نرجع حتى نبلغ بدراً ونقيم فيه ثلاثاً؛ ننحر الْجَزور، ونطعم الطعام ونسقي الخمر, وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبداً.
أما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنه لما علم بخروج قريش جمع من معه من الصحابة فاستشارهم , فقام المقداد بن الأسود -وكان من المهاجرين- وقال: يا رسول الله, امض لما أمرك الله -عز وجل- فوالله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى:{فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}2، ولكن نقاتل عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك, وقام سعد بن معاذ الأنصاري -سيد الأوس- فقال: "يا رسول الله, لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقاً عليها أن لا تنصرك إلا في ديارهم, وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم فاظعن حيث شئت، وصِلْ حبل من شئت، واقطع حبل من شئت، وخذ من أموالهم ما شئت، وأعطنا منها ما شئت, وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت, وما أمرت فيه من أمر فأمرنا فيه تبعاً لأمرك, فوالله لئن سرت بنا حتى تبلغ البِرَك من غَمدان لنسيرن معك, ولئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لنخوضنه معك, وما نكره أن تكون تلقى العدو بنا غداً, إننا لصبر عند الحرب، صُدْقٌ عند اللقاء، ولعل الله يُرِيكَ منا ما تقر به عينك".

فَسُرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سمع من كلام المهاجرين والأنصار -رضي الله عنهم-, وقال: «سيروا وأبشروا, فوالله لَكَأَنِّي أنظر إلى مصارع القوم»3.
فسار النبي -صلى الله عليه وسلم- فنزل بالعدوة الدنيا مما يلي المدينة, وقريش بالعدوة القصوى مما يلي مكة، وأنزل الله تلك الليلة مطراً, كان على المشركين وابلاً شديداً ووحلاً زلقاً يمنعهم من التقدم، وكان على المسلمين طَلّاً طهرهم ووطَّأ لهم الأرض, وشد الرمل ومهد المنزل, وثبت الأقدام.

وبنى المسلمون لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- عريشاً على تل مُشْرِف على ميدان الحرب، ثم نزل -صلى الله عليه وسلم- من العريش فسوَّى صفوف أصحابه، ومشى في موضع المعركة، وجعل يشير بيده إلى مصارع المشركين ومحلات قتلهم، يقول: «هذا مصرع فلان إن شاء الله، هذا مصرع فلان». فما جاوز أحد منهم موضع إشارته4.

ثم نظر -صلى الله عليه وسلم- إلى أصحابه وإلى قريش فقال: «اللهم هذه قريش جاءت بفخرها وخيلائها وخيلها تُحَادُّك وتكذب رسولك، اللهم نصرك الذي وعدتني، اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تُعْبَد، اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تُعْبَد»5.
واستنصر المسلمون ربهم واستغاثوه فاستجاب لهم: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ* ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ* ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ}6.

ثم تقابل الجمعان, وحَمِيَ الوطيس واستدارت رَحَى الحرب, ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العريش، ومعه أبو بكر وسعد بن معاذ يحرسانه، فما زال -صلى الله عليه وسلم- يناشد ربه ويستنصره ويستغيثه، فأغفى إغفاءة ثم خرج يقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}7. وحَرَّضَ أصحابه على القتال, وقال: «والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيُقْتَل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر, إلا أدخله الله الجنة»", فقام عمير بن الحمام الأنصاري وبيده تمرات يأكلهن فقال: يا رسول الله, جنةً عرضها السماوات والأرض ؟

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «نعم». قال: بَخٍ بَخٍ يا رسول الله, ما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء؟! لئن حَيِيتُ حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، ثم ألقى التمرات, وقاتل حتى قُتِلَ -رضي الله عنه8.
وأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كفاً من تراب أو حصا فرمى بها القوم فأصابت أعينهم، فما منهم واحد إلا ملأت عينه, وشُغِلوا بالتراب في أعينهم, إنها آيةً من آيات الله -عز وجل-. فهُزِمَ جمعُ المشركين وولوا الأدبار, واتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون فقتلوا سبعين رجلاً وأسروا سبعين، أما القتلى فأُلْقِيَ منهم أربعة وعشرون رجلاً من صناديدهم في قليب من قلبان بدر, منهم أبو جهل وشيبة بن ربيعة وأخوه عتبة وابنه الوليد بن عتبة.

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استقبل الكعبة فدعا على هؤلاء الأربعة, قال: "فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى قَدْ غَيَّرَتْهُمْ الشَّمْسُ وَكَانَ يَوْمًا حَارًّا"9.
وعن أبي طلحة -رضي الله عنه- أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ فَقُذِفُوا فِي طَوِيٍّ مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ, وَكَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ ثَلَاثَ لَيَالٍ, فَلَمَّا كَانَ بِبَدْرٍ الْيَوْمَ الثَّالِثَ أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَشُدَّ عَلَيْهَا رَحْلُهَا ثُمَّ مَشَى وَاتَّبَعَهُ أَصْحَابُهُ وَقَالُوا: مَا نُرَى يَنْطَلِقُ إِلَّا لِبَعْضِ حَاجَتِهِ حَتَّى قَامَ عَلَى شَفَةِ الرَّكِيِّ فَجَعَلَ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ: «يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ وَيَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ: أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ قَالَ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, مَا تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسَادٍ لَا أَرْوَاحَ لَهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ»10.

مشاركة الملائكة:
وكانت الملائكة يومئذ تبادر المسلمين إلى قتل أعدائهم, قال ابن عباس –رضي الله عنهما- بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ أَقْدِمْ حَيْزُومُ, فَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ فَخَرَّ مُسْتَلْقِيًا فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ وَشُقَّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةِ السَّوْطِ فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ فَجَاءَ الْأَنْصَارِيُّ فَحَدَّثَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «صَدَقْتَ, ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ»11.

وقال أبو داود المازني: إني لأتبع رجلاً من المشركين لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي، فعرفت أنه قد قتله غيري.
وجاء رجل من الأنصار بالعباس بن عبد المطلب أسيراً، فقال العباس إن هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجهاً ، على فرس أبلق ما أراه في القوم. فقال الأنصاري: أنـا أسرته يا رسول الله. فقال: «اسكت, فقد أيدك الله بملك كريم»12.
شهداء المسلمين:
واستشهد من المسلمين يومئذ أربعة عشر رجلاً: ستة من المهاجرين, وستة من الخزرج، واثنان من الأوس، وفرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم من شأن بدر والأسارى في شوال.

مع الأسرى:
وأما الأسرى فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- استشار الصحابة فيهم, وكان سعد بن معــاذ –رضي الله عنه- قد ساءه أمرهم, وقال: كانت أول وقعة أوقعها الله في المشركين وكان الإثخان في الحرب أحب إلي من استبقاء الرجال.
وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "أرى أن تمكننا فنضرب أعناقهم، فتمكن علياً من عقيل فيضرب عنقه, وتمكنني من فلان -يعني قريباً له- فأضرب عنقه, فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها", وقال أبو بكر -رضي الله عنه-: هم بنو العم والعشيرة, وأرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار, فعسى الله أن يهديهم للإسلام، فأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- الفدية، فكان أكثرهم يفتدي بالمال من أربعة آلاف درهم إلى ألف درهم، ومنهم من افتدى بتعليم صبيان أهل المدينة الكتابة والقراءة، ومنهم من كان فداؤه إطلاق مأسور عند قريش من المسلمين, ومنهم من قتله النبي -صلى الله عليه وسلم- صبراً لشدة أذيته, ومنهم مَنْ مَنَّ عليه بدون فداء للمصلحة.
هذه هي غزوة بدر, انتصرت فيها فئة قليلة على فئة كثيرة: {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ}13.

انتصرت الفئة القليلة؛ لأنها قائمة بدين الله تقاتل لإعلاء كلمته والدفاع عن دينه فنصرها الله -عز وجل-، فقوموا بدينكم أيها المسلمون لِتُنْصَروا على أعدائكم, واصبروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.

آية محمدية:
لقد ظهرت آيات النبوة المحمدية في ذلك اليوم في عدد من المواقف العجيبة لا يتسع المقام لذكرها, لكن نذكر واحدة منها هنا, وهي: أنه لما كانت المعركة دائرة والقتال مستمراً كان سيف عكَّاشة بن محصن –رضي الله عنه- ينقطع من الضرب في يده, فاحتار كيف يقاتل! فأتى النبي –صلى الله عليه وسلم- وهو في العريش –مركز القيادة- وشكا إليه انقطاع سيفه, فأعطاه النبيُّ –صلى الله عليه وسلم- عوداً من حطب, وقال:"قاتل بهذا يا عكاشة".

فلما أخذه من يد رسول الله –صلى الله عليه وسلم-هزَّه في يده فعاد سيفاً في يده طويل القامة, شديد المتن, أبيض الحديدة, فقاتل به حتى فتح الله على المسلمين, وكان ذلك السيف يسمى: "العون", وما زال مع عكاشة يقاتل به حتى قتل –رضي الله عنه- في حرب الردة على عهد أبي بكر الصديق –رضي الله عنه-, فكان هذا السيف آية من آيات النبوة المحمدية القوية.

دروس وعبر من معركة بدر:
من النتائج والعبر التي استفيدت من هذه الغزوة ما يلي:
1- بيان تاريخ غزوة بدر, وأنها كانت في رمضان من السنة الثانية من الهجرة, مما يدل على أن رمضان شهر العبادة والجهاد لا شهر العادات والنوم.
2- العمل بمشروعية جزاء السيئة سيئة مثلها,إذ قريش طردت المؤمنين وصادرت أموالهم, فاعتراض عيرها لأخذ ما معها من أموال كان عدلاً لا ظلم فيه.
3- مشروعية الشورى وأنها من الواجبات الضرورية في كل ما يهم أمر المسلمين؛ لاستشارة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أصحابه في أمر قتال المشركين في بدر.
4- ضرورة استعمال الرأي والمكيدة في الحرب.
5- ظهور الآيات النبوية المحمدية المتمثلة في عدة مواقف كانقلاب العصا سيفاً لعكاشة, وحفنة الحصا التي رمى به النبي –صلى الله عليه وسلم- القوم فأصابت جيشاً فخبَّلته, وأصابته بالتمزق والهزيمة.
6- تقرير مبدأ لا موالاة بين الكافر والمؤمن؛ إذ قاتل الرجل ولده وقاتل أباه وقاتل ابن عمه في معركة بدر.

اللهم انصرنا بالإسلام واجعلنا من أنصاره والدعاة إليه، وثبتنا عليه إلى أن نلقاك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين, والحمد لله رب العالمين14. 1(47) سورة الأنفال.
2(24) سورة المائدة.
3 دلائل النبوة للبيهقي -874- (3/4). وصححه الألباني في فقه السيرة ص (223).
4 رواه مسلم -5120- (ج 14 / ص 36).
5 رواه البخاري -2699- (10/ 56).
6(12-14) سورة الأنفال.
7(45) سورة القمر.
8 رواه مسلم (1901).
9 رواه البخاري -3665- (12/357) ومسلم -3351- (9/277).
10 رواه البخاري -3679- (12/372).
11 رواه مسلم -3309- (9/214).
12 مسند أحمد (948)، ومصنف ابن أبي شيبة - (8/473), والسيرة النبوية لابن كثير - (2/424). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: (9953): رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة.
13(13) سورة آل عمران.
14 المراجع: 1- مجالس شهر رمضان –للشيخ/ محمد بن صالح بن عثيمين –رحمه الله-.
2- هذا الحبيب يا محب للشيخ أبي بكر الجزائري.
3- زاد المعاد لابن القيم

شرح حديث: (من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا.....) الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391

 قضاء حوائج المسلمين

قال النووي رحمه الله تعالى في الأربعين النووية الحديث السادس والثلاثون، عن أبى هريرة عن النبي قال: { من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامه }
والكرب يعني: الشدة والضيق والضنك، والتنفيس معناه: إزالة الكربة ورفعها، وقوله: { من كرب الدنيا } يعم المالية والبدنية والأهلية والفردية والجماعية.
{ نفس الله عنه } أي: كشف الله عنه وأزال.
{ كربة من كرب يوم القيامة } ولا شك أن كرب يوم القيامة أعظم وأشد من كرب الدنيا، فإذا نفس عن المؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.
{ ومن يسر على معسر } أي: سهل عليه وأزال عسرته.
{ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة } وهنا صار الجزاء في الدنيا والآخرة وفي الكربكربة من كرب يوم القيامة ؛ لان كرب يوم القيامة عظيمة جدا.
{ ومن ستر مسلماً } أي: ستر عيبه سواء أكان خلقيا أو خلقيا أودينيا أو دنيويا إذا ستره وغطاه حتى لا يتبن للناس.
{ ستره الله في الدنيا والآخرة } أي: حجب عيوبه عن الناس في الدنيا والآخرة.
ثم قال كلمة جامعه مانعة قال: { والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه } أي: أن الله تعالى يعين الإنسان على قد معونته أخيه كما وكيفا وزمنا، فما دام الإنسان في عون أخيه فالله في عونه، وفي حديث آخر: { من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته }.
و قوله: { من سلك طريقا يلتمس فيع علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة } يعني: من دخل طريقا وصار فيه يلتمس العلم والمراد به العلم الشرعي، سهل الله له به طريقا إلى الجنة، لان الإنسان علم شريعة الله تيسر عليه سلوكها، ومعلوم أن الطريق الموصل إلى الله هو شريعته، فإذا تعلم الإنسان شريعة الله سهل الله له به طريقا إلى الجنة.
{ وما اجتمع قوم قي بيت من بيوت الله } المراد به المسجد فإن بيوت الله هي المساجد، قال الله تعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ [النور:36]، وقال تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، وقال: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ [البقرة:114] ... فأضاف المساجد إليه؛ لأنها موضع ذكره.

قوله: { يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم } يتلونه: يقرءونه ويتدارسونه أي: يدرس بعضهم على بعض.
{ إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة } نزلت عليهم السكينة يعني: في قلوبهم وهي الطمأنينة والاستقرار، وغشيتهم الرحمة: غطتهم وشملتهم.
{ وحفتهم الملائكة } صارت من حولهم. { وذكرهم الله فيمن عنده } أي: من الملائكة.
{ ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه } أي: من تأخر من أجل عمله السيئ فإن نسبه لا يغنيه ولا يرفعه ولا يقدمه والنسب هوالانتساب إلى قبيلة ونحو ذلك.
في هذا الحديث فوائد : الترغيب في تنفيس الكرب عن المؤمنين لقوله : { من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة }.
ومن فوائده: الإشارة الى يوم القيامة وأنها ذات كرب وقد بين ذلك الله تعالى في قوله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عظيم * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [الحج:2،1].
ومن فوائد هذا الحديث: تسمية ذلك اليوم بيوم القيامة ؛ لأنه يقوم فيه الناس من قبورهم لرب العالمينو يقام فيه العدل و يقوم الأشهاد .
ومن فوائد الحديث: الترغيب في التيسير على المعسرين لقوله : { من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخره } والتيسير على المعسر يكون بحسب عسرته؛ فالمدين مثلا الذي ليس عنده مالا يوفي به يكون التيسيرعليه إما بإنظاره ، و إما بإبرائه و إبراؤه أفضل من إنظاره ، و التيسير على من أصيب بنكبة أن يعان في هذه النكبة و يساعد و تهون عليه المصيبة و يعود بالأجر و الثوابوغير ذلك ، المهم أن التيسير يكون بحسب العسرة التي أصابت الإنسان.
ومن فوائد هذا الحديث: الترغيب في سترالمسلم لقوله : { من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة } والمراد بالستر: هو إخفاء العيب، ولكن الستر لا يكون محمودا إلا إذا كان فيه مصلحة ولم يتضمن مفسده، فمثلا المجرم إذا أجرم لا نستر عليه إذا كان معروفا بالشر والفساد، ولكن الرجل الذي يكون مستقيما في ظاهره ثم فعل ما لا يحل فهنا قد يكون الستر مطلوبا؛ فالستر ينظر فيه إلى المصلحة، فالإنسان المعروف بالشر والفساد لا ينبغي ستره، والإنسان المستقيم في ظاهره ولكن جرى منه ما جرى هذا هو الذي يسن ستره.
ومن فوائد الحديث: الحث على عون العبد المسلم وأن الله تعالى يعين المعين حسب إعانته لأخيه لقوله : { والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه } وهذه الكلمة يرويها بعض الناس: ما دام العبد ولكن الصواب ما كان العبد في عون أخيه كما قال .
ومن فوائد الحديث: الحث على طلب العلم لقوله : { من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة } وقد سبق في الشرح معنى الطريق وأنه قسمان حسي ومعنوي.
ومن فوائد الحديث: فضيلة اجتماع الناس على قراءة القران لقوله: { وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله }.
ومن فوائد الحديث: أن حصول هذا الثواب لا يكون إلا إذا اجتمعوا في بيت الله أي: في مسجد من المساجد لينالوا بذلك شرف المكان لأن أفضل البقاع مساجدها.
ومن فوائد الحديث: بيان حصول هذا الأجر العظيم تنزل عليهم السكينة وهي الطمأنينة القلبية وتغشاهم الرحمة أي: تغطيهم وتحفهم الملائكة أي: تحيط بهم من كل جانب ويذكرهم الله فيمن عنده من الملائكة لأنهم يذكرون الله تعالى عن ملأ، وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: { من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم }.
من فوائد الحديث: أن النسب لا ينفع إذا لم يكن العمل الصالح لقوله: { من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه }.
ومن فوائد الحديث: أنه ينبغي للإنسان أن لا يغتر بنفسه وأن يهتم بعمله الصالح حتى ينال به الدرجات العلى

ما معنى قول الرسول إن الرجل ليتكلم بالكلمة ...الحديث الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391

 ما معنى قول الرسول إن الرجل ليتكلم بالكلمة ...الحديث

تستفسر الحديث ما معناه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب؟

هذا حديث صحيح يوجب الحذر من الكلام السيئ، والحديث الآخر يقول صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يتبيَّن فيها)، يعني ما يتثبت فيها، (يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه)، فالواجب الحذر، وأن يحفظ الإنسان لسانه فلا يتكلم بما لا ينبغي، فقد يتكلم بكلمة خبيثة يزلُّ بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب يكتب الله له بها سخطه، كأن يدعو إلى فاحشة، أو يسب الله أو يسب رسوله ويسب الدين فيقع في منكر عظيم وردة عظيمة، نسأل الله العافية. فالواجب أن يحذر شر لسانه ولا يتكلم إلا بالخير، كما قال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)، وقد يتكلم يمزح ولا يتبين ولا يتثبت فيقع في شر عظيم، كأن يقول: فلان بخيل، هذه غيبة، فلان أحمق، غيبة، هو يمزح هذه إثمها عظيم، وأشر من هذا وأعظم أن يدعو إلى فاحشة يدعو إلى الزنا يدعو إلى المعاصي أو يسب الله أو يسب الرسول أو يسب الدين فيقع في الردة، نعوذ بالله.

والله اعلم

يوم في بيت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391

 يوم في بيت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

المقدمة :

الحمد لله الذي بعث رسوله بالهدى ودين الحق

والصلاة والسلام على إمام المرسلين المبعوث رحمة للعالمين

نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .... وبعد :

فإن غالب الناس في هذا الزمن بين غالٍ وجاف

فمنهم من غلا في الرسول صلى الله عليه وسلم

حتى وصل به الأمر إلى الشرك - والعياذ بالله - من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به

وفيهم من غفل عن إتباع هديه صلى الله عليه وسلم وسيرته

فلم يتخذها نبراسًا لحياته ومَعلمًا لطريقه ...

ورغبة في تقريب سيرته ودقائق حياته إلى عامة الناس بأسلوب سهل مُيسر

كانت هذه الورقات القليلة التي لا تفي بكل ذلك .. لكنها

وقفات ومقتطفات من صفات النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله .

ولم أستقصها ، بل اقتصرت على ما أراه قد تفلت من حياة الناس

مكتفيًا عند كل خصلة ومنقبة بحديثين أو ثلاثة .

فقد كانت حياته صلى الله عليه وسلم حياة أمة وقيام دعوة ومنهاج حياة ..

وهو عليه السلام أمة في الطاعة والعبادة

وكرم الخُلق وحسن المعاملة ، وشرف المقام

ويكفي ثناء الله عز وجل عليه :

{ وإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } .

وأهل السنة والجماعة يُنزلون الرسول صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزلها الله إياه

فهو عبد الله ورسوله وخليلة وصفيه

يحبونه أكثر من أولادهم وآبائهم بل أكثر من أنفسهم

لكنهم لا يغالون فيه ولا يطرونه وحسبه تلك المنزلة .

ونحن على هذا الأمر سائرون فلا نبتدع الموالد ولا نقيم الاحتفالات

بل نحبه كما أمر ؛ ونطيعه فيما أمر ؛ ونجتنب ما نهى عنه وزجر .

فــمـبـلـغُ الـعـلـمِ فـيـه أنـه بـشـــرٌ ........
........ وأنـَّـه خـــيـر خــــلـقِ الله كُـلـِّهـمُ
أغــر عـلـيـه لـلـنــبـوة خــــاتـــمٌ ........
........ مـن نـــــور يـــلـوح ويـشـــــهـدُ
وضم الإله اسـم النبي إلى اسـمه ........
........ إذا قال في الخمسِ المؤذنُ أشهدُ
وشــق لـه مـن اســـمـه لـيُـجـِلَّـهُ ........
........ فـذو الـعـرشِ محمودٌ وهذا أحمدُ

وإن فاتنا في هذه الدنيا رؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم وتباعدت بيننا الأيام

فادعوا الله عز وجل أن نكون ممن قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم :

" وددتُ أنـَّا قد رأينا إخواننا " قالوا : ألسنا إخوانك يا رسول الله ؟

قال : " أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد "

فقالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أُمتك يا رسول الله ؟

فقال : " أرأيت لو أن رجلاً له خيلٌ غرٌ محجلة بين ظهري خيلٍ دُهم بُهمٍ ألا يعرف خيله ؟ "

قالوا : بلى يا رسول الله .

قال : " فإنـَّهم يأتون غـُرًا محجلين من الوضوء ، وأنا فرطـُهم على الحوض ... " رواه مسلم

أدعو الله عز وجل أن يجعلنا ممن يتلمس أثره صلى الله عليه وسلم

ويقتفى سيرته ؛ وينهل من سنته

كما أدعو الله عز وجل أن يجمعنا معه في جنات عدن

وأن يجزيه الجزاء الأوفى جزاء ما قدم

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . الـزيـارة :

سنعود قرونًا خلت ونقلب صفحات مضت ، نقرأ فيها ونتأمل سطورها

ونقوم بزيارة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته عبر الحروف والكلمات

سندخل بيته ونرى حاله وواقعه ونسمع حديثه

نعيش في البيت النبوي يومًا واحدًا فحسب

نستلهم الدروس والعبر ونستنير بالقول والفعل .

لقد تفتحت معارف الناس وكثرت قراءتهم

وأخذوا يزورون الشرق والغرب عبر الكتب والرسائل وعبر الأفلام والوثائق

ونحن أحق منهم بزيارة شرعية لبيت الرسول صلى الله عليه وسلم

نطل على واقعه جادين في تطبيق ما نراه ونعرفه .

ولضيق المقام نـُعرج على مواقف معينة في بيته .

علنا نربي أنفسنا ونطبق ذلك في بيوتنا .

أخي المسلم :

نحن لا نعود سنوات مضت وقرونًا خلت

لنستمتع بما غاب عن أعيننا ونرى حال من سبقنا فحسب

بل نحن نتعبَّد الله عز وجل بقراءة سيرته صلى الله عليه وسلم

وإتباع سنته والسير على نهجه وطريقه

امتثالا لأمر الله عز وجل بوجوب طاعته فيما أمر

واجتناب ما نهى عنه وزجر

يقول الله عز وجل عن وجوب طاعته وامتثال أمره صلى الله عليه وسلم

وجعله إمامًا وقدوة : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ

وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } آل عمران : 31

وقال تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ

لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } الأحزاب : 21

وقد ذكر الله طاعة الرسول وإتباعه في نحو من أربعين موضعًا في القرآن .

مجموع فتاوى ابن تيمية 1 / 4

ولا سعادة للعباد .. ولا نجاة في المعاد إلا بإتباع رسوله

{ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( * )

وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ } النساء : 13 - 14

وجَعلَ الرسول صلى الله عليه وسلم حُبَّه من أسباب الحصول على حلاوة الإيمان

فقال عليه الصلاة والسلام :

" ثلاث من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان :

أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ..... " متفق عليه .

وقال عليه الصلاة والسلام : " فو الذي نفسي بيده

لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده " رواه مسلم .

وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم سيرة عطرة زكية

منها نتعلم وعلى هديها نسير .
الـرحـلـة :

إلى حيث بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ورؤية دقائق حياته

وأسلوب معاملته أمر مُشوِّق للغاية

كيف إذا احتسبنا فيه الأجر والمثوبة

إنها عظة وعبرة ، وسيرة وقدوة ، وإتباع وإقتداء

وهذه الرحلة ... رحلة بين الكتب ورواية على ألسنة الصحابة

وإلا فلا يجوز شدُّ الرحال إلى قبر ولا بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ولا إلى غيره

سوى لثلاثة مساجد ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :

" لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد :

المسجد الرحال ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى " متفق عليه .

ويجب أن نمتثل أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فلا نشدٌّ الرحال إلا لهذه المساجد الثلاثة

والله عز وجل يقول : { وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } الحشر : 7

ونحن لا نتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم

قال ابن وضاح : " أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقطع الشجرة

التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم فقطعها لأن الناس كانوا يذهبون

فيصلون تحتها ، فخاف عليهم الفتنة " القصة في الصحيحين

وقال ابن تيمية رحمه الله عن غار حراء :

وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة يتحنث فيه

وفيه نزل عليه الوحي أولاً

لكن من حين نزل عليه الوحي ما صعد إليه بعد ذلك ، ولا قربه ، لا هو ولا أصحابه

وقد أقام بمكة بعد النبوة بضع عشرة سنة لم يزره ولم يصعد إليه

وكذلك المؤمنين معه بمكة

وبعد الهجرة أتى مكة مرارًا في عمرة الحديبية

وعام الفتح ، وأقام بها قريبًا من عشرين يومًا

وفي عمرة الجُعرانة ، ولم يأت غار حراء ، ولا زاره .. "

مجموع الفتاوى : 27 / 251

ها نحن نطل على المدينة النبوية وهذا أكبر معالمها البارزة بدأ يظهر أمامنا

إنه جبل أحد الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم :

" هذا جبل يُحِبُنا ونـُحبه " متفق عليه

وقبل أن نلج بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ونرى بناءه وهيكله