موقع الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391

موقع الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ الروحاني محمد الريان 00201204337391

الاثنين، 3 مايو 2021

شبهة كادت تكلفني حياتي الشيخ الروحاني محمد الريان00201204337391

 ذات مساء

1



كنت أتصفح صحيفتي اليومية والمفضلة عندي



لشد ماأعجبني جرأة كتابها وتحررهم من العادات والتقاليد البغيضة بل ومحاربتهم للتشدد والمتشددين



كنت احتفظ بقصاصات الجريدة في البوم وكنت أدبج المقالات بتعليقاتي القوية والتي لاتقل في قوة هجومها عن أولئك الكتاب الأشاوس



من قال ان الدين كبت للحريات كبت للفكر



من قال ان الدين سيطرة الرجل على المرأة



من قال أن الدين إلزامي لكل الناس ( لكم دينكم ولي دين )




دائما أشعر بالراحة ان تخلصت من الدراسة في الوزارة وانطلقت الى رحاب الجامعة حيث اتسعت مساحة الحرية



واختفت مومياءات المصلى والدين



هذا حرام



وهذا من الكبائر



أف أف ان تذكر تلك الأفواه والوجوه المشوهة يبعث فيني القشعريرة والغثيان



اطلعت تلك الليلة على مقالات متفرقة وقرأت مقالا دينيا عن حد الحرابة وكان الكاتب من أولئك المشوهين



كرهت كل ماكتب وبدون مقدمات ولكن استوقفني تعليق ساخر جميل لأحد القراء قال فيه :



( قبل أن تقطعوا أيديهم وأرجلهم من خلاف _ يقصد قطاع الطرق _ هل فكرتم لماذا لجئوا الى السرقة ثم كيف تقطعون أيديهم وأرجلهم وتطلبون منهم أن يتوبوا



الى متى أحكام بالية من 14 قرنا تبقى حتى زماننا هذا .....



التوقيع مقهور من القضاء )



أعجبني تعليقه وسارعت على الفور لتأييده وكتبت :



( الاخ مقهور من القضاء صاحب تعليق رقم .... :



لافض فوك



أنا أؤيد كلامك وأويد قشع القضاء وعلى الطريق الهيئة



ياناس تعبنا من الرقابة والتدخل في حريات الآخرين



التوقيع: طالبة الحرية )





ذات مساء

2



كنت أتابع فيلما لبطلي المفضل لقد كان قاطع طريق مع شلة من المجرمين



ومن أحداث القصة انه اختطف فتاة كانت مسافرة بسيارتها ( كنت أقول وأنا أراها تقود السيارة العقبى لنا حين يأتي يوم التحرر من الأوغاد )



وقعت قصة حب عنيفة بين البطلين لكنها لم تنته نهاية موفقة حيث أصرت البطلة أن تعاقب خاطفها المغتصب بهجره



يالها من حمقاء




أجمل مافي القصة أن المحكمة لم تحكم على البطل بحد هؤلاء المشوهين الذين يرون التقطيع دون النظر في معاناة هؤلاء






ذات مساء

3



بشرتني والدتي ان والدي قد وافق ان نقضي الإجازة في مدينة ..... وأمرتنا بالاستعداد لان السفر سيكون في الغد



كان من المقرر أن ننطلق صباحا ولكننا تأخرنا لبعض الطوارئ أراد والدي إلغاء السفر أو تأجيله لكننا انطلقنا في وجهه كالعاصفة



كان الوقت عصرا وكنت أودع مدينتي وأتأمل كل شيء حولي أشعلت مسجلي الصغير ذو السماعتين على موسيقى هادئة تضيف الجمال والمتعة والاسترخاء لجو السفر أقبل الليل ونحن في الطريق بدأت سيارتنا تتمايل في الطريق تعب والدي أوقفته والدتي وأبى أن يتوقف لقد كان يخاف التوقف ليلا



طلبت منه ان أكمل عنه القيادة ريثما يأخذ غفوة لقد كنا أربع بنات وولد والولد عمره 10 سنوات



أعطتني والدتي شماغ والدي لأضعه على رأسي فألقيته بهدوء ماأقبح التفرقة



ثم شعرت بالرغبة في قضاء الحاجة فأخذت طريقا جانبيا وابتعدت عن الخط السريع



نزلت من السيارة ووالدي في غفوة ثقيلة وأمي يكاد يلتهمها الرعب وأنا قد أظهرت كل الشجاعة والقوة فما فرق البنت عن الولد



وماهي الا لحظات وثلاثة رجال يهاجموننا



قيدونا وكمموا أفواهنا بسرعة فزع والدي وحاول المقاومة لكنه في كل مرة يتحرك يفاجأ بالركل أو الرفس فتشوا السيارة وأخذوا كل مامعنا من مال



حانت من احدهم التفاتة إلي ولم يكن على وجهي ولا شعري المنسدل أي غطاء حيث سقط أثناء التقييد



ابتسم بخبث وظهرت في عينيه علامة كريهة



أشار الى زميليه وتضاحكوا وأقبلوا نحوي



قال الشاب : بنت بنوت



وحدث شبه تنازع في من يكون ......



أصرخ أقاوم أنظر الى والدي الذي يحاول الحركة بجميع قواه فيعود أحدهم اليه ليركله ويحكم وثاقه ففقد الوعي وأمي لاأدري اين هي



ما هي الا لحظات حين أراد احدهم إلقائي الى الأرض تذكرت كلمة طالما سمعتها فرددتها بصعوبة بالغة : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق وإذا بسيارة جيب كبيرة مقبلة قد تعالت أصوات منبهاتها



تركني الرجل فوقعت أرضا فاقدة الوعي لاأدري بعدها ماحدث



استيقظت لاأدري أين أنا ولا أدري ماحدث اذا بي في مستشفى والممرضة بجانبي قلت لها اين انا ثم تذكرت الأحداث وبدأت أصرخ ودموعي تسح سحا



أبكي وأصرخ حضرت الطبيبة أمسكتني وأنا اصرخ بكل قوتي وأرادت إعطائي إبرة مهدئة فضربت يدها ونزلت من السرير أجري فاستوقفتني الممرضات واجتمع الأطباء حولي



وصرخت : لقد اعتدوا علي



أين أبي أين امي



هل قتلوهم



أنا الآن مجنونة



أعطوني الإبرة وقالت لي الطبيبة ياأختي لم يعتد عليك أحد



: انت كاذبة



: أقسم لك بالله أنك سليمة 100 % .. لقد أنقذكم بعض الشباب الطيب وأنت وجميع اهلك بخير



: كاذبة كاذبة



أين امي



أين ابي



أين أخوتي



: كلهم هنا في المستشفى وإذا هدأت سآخذك لزيارتهم جميعا



: الآن خذيني الآن روحي ستخرج من صدري وضعوني على الكرسي المتحرك وأنا أصرخ صراخا مكتوما



: اقتربنا من الوالدة اهدئي حتى لاتزيدي تعبها وأخذتني للحمام وطلبت مني ان أغسل وجهي وأقول : لاحول ولا قوة الا بالله



دخلت على أمي وألقيت بنفسي عليها وانا أبكي وهي تردد في صوت فيه اعياء الحمدلله على السلامة ياهناء



الحمدلله يابنتي على السلامة وتبكي



: أمي هل كلكم بخير



: نعم والحمدلله



: دكتورة أريد ان أرى والدي



: حسنا سآخذك الى والدك وعلى الطريق ستسلمين على إخوتك الصغار



مررت على إخوتي انطلق أخي ماجد إلي واحتضنني بكل قوته وهو يبكي بصوت عال : الحمد لله لم تموتي . خفت أسأل عنك ويقولون ماتت



حاولت ان اتركه لرؤية والدي ولكنه رفض أن يبعد يديه المتشبثة بي بكل قوة وهو يرتجف ويبكي



قالت لي الطبيبة : ياليت تقرئين عليه سورة الفاتحة والصمد والمعوذتين حتى يطمئن



بدأت في القراءة وأخذتني رعدة شديدة واختناق من شدة البكاء وكلما توقفت قالت لي أكملي فلم استطع قرأت الطبيبة بصوتها الندي الفاتحة وآية الكرسي وبعض السور وشعرت بشيء من الاسترخاء مع تشتت شديد



ثم قال ماجد : هناء لاتقودي السيارة مرة أخرى إنا الرجل وسأكبر وأتعلم القيادة وأساعد أبي



أنا احبك وأخاف عليك ثم احتضنني بكل قوته



استأذنت من ماجد واخواتي الصغيرات لزيارة ابي



أخذتني الطبيبة كانت منقبة وانا كاشفة كل شيء ليس علي الا لباس المستشفى



كنت اسمع صوتها وهي تدعو لي ولأهلي وتذكر الله



وحينما وصلنا لأحد الأجنحة دخلت بي مكان منعزل وقالت المكان هنا خاص ويحتاج لباس معين لان المرضى هنا ضعيفي المناعة وبالطبع الوالد بخير لكن لم نجد له سرير الا هنا والدخول تقريبا ممنوع لكني سأجعلك ترين الوالد ثم تهاتفينه بالهاتف من غرفتك



أطليت براسي من النافذة ورأيت أبي تحت الأجهزة فسقطت أرضا فالتقفتني الطبيبة وممرضتين لاأدري من أين جاءا نظرت الى الطبيبة لقد كانت تتحدث باستبشار وطلاقة



قلت : ماهذه الأجهزة



هل حالته خطيرة



: إطلاقا ولكن فقط لتعديل ضغط الدم المرتفع



: أريد ان اكلمه من الهاتف



: بكل سرور



: عندها اطمأننت قليلا



ذهبنا الى أحد الأجنحة وإذا بها تدخلني غرفة وأجد فيها والدتي وإخوتي وبعض قريباتي حضرن للاطمئنان علينا محملين بالورود والهدايا للجميع



ووجوههم تعلوها ابتسامات تغالب الدموع والجميع يذكر الله ويحمده



قامت الوالدة لتصلي



ياألله أنا لم أصلي من ساعة الحادث



طلبت من الطبيبة ان اصلي فابتسمت كانت قد كشفت وجهها بيننا فقد كنا جميع نساء



أخذتني الممرضة فتوضأت وسألت أي صلاة الآن قالت النسوة العصر



كبرت للصلاة ورن جهاز هاتف قريب سمعت بعض الهمس



وحين أنهيت صلاتي قالت الطبيبة : لقد كان والدك على الخط وأنت تصلين وسيتصل في وقت قريب لأنه بحاجة للراحة ولم أشأ ان اجعله ينتظر



أطرقت برأسي ثم شعرت بنعاس شديد ولم اعد اشعر بشيء



مر الوقت بطيئا ولم استطع التحدث الى والدي



قالوا لي يحتاج لراحة شديدة ومنومات حتى لايتأثر والأفضل له ألا يستيقظ كثيرا



خرجنا من المستشفى وحضرت لزيارتنا احدى قريباتنا المتدينات وجلست تحدثنا حديثا جميلا عن سعة فضل الله



حضر أعمامي الثلاثة وأخوالي وجلسوا معي طويلا وهم يحاولون الترفيه عني بكل الطرق



عمي أحمد أقرب أعمامي لي وأصغرهم سنا كان اكثرهم في الزيارات وكان يأخذنا لنتمشى في اماكن قريبة



كان يرفه عنا بكل الطرق






وذات مســـــــــاء

4



جاءني عمي احمد واستأذن ودخل غرفتي واحتضنني وبكى



: هل مات والدي ؟



: الحمدلله على قضائه وقدره



: قتله المجرمون



أين الدولة من هؤلاء



أين الشرطة



لاتقل ان روح والدي وصحة أمي وصحتي ذهبت هدرا



: من قال ذلك لقد أمسكتهم الشرطة وسيقاضون باذن الله وسيطبق عليهم حد الحرابة



: ماذا ؟ أووووووووووووه ؟؟



أنا السبب أنا السبب



يارب لماذا



لماذا تحاسب والدي بخطيئتي



: اهدئي ياهناء



وشرع عمي في قراءة القرآن



هناء انت قوية حاولي ان تتماسكي من اجل والدتك وإخوتك



لقد مضى والدك لرب كريم ونرجو له الجنة



ان حياة شهداء المؤمنين أفضل من الدنيا وما حوت



وإنا لنرجو لوالدك مراتب الشهداء ان شاء الله لقد مات دون ا ا ا ا دون ا ا ا



دون ماله



: تقصد دون عرضه !!



: كليهما



جلس معي عمي احمد جلسة طويلة ولم يكد يغادرني الا وقت النوم فقط



بدأت حياتي تتغير



حد الحرابة !!! ؟؟؟



رجعت الى قصاصاتي



وقرأت :



( قبل أن تقطعوا أيديهم وأرجلهم من خلاف _ يقصد قطاع الطرق _ هل فكرتم لماذا لجئوا الى السرقة ثم كيف تقطعون أيديهم وأرجلهم وتطلبون منهم أن يتوبوا



الى متى أحكام بالية من 14 قرنا تبقى حتى زماننا هذا .....



التوقيع مقهور من القضاء )



( الأخ مقهور من القضاء صاحب تعليق رقم .... :



لافض فوك



أنا أؤيد كلامك وأويد قشع القضاء وعلى الطريق الهيئة



ياناس تعبنا من الرقابة والتدخل في حريات الآخرين



التوقيع: طالبة الحرية )





وبدأ شريط الذكريات



الاستهزاء بالدين



السفور



وفجأة تذكرت جزءا من ذلك المساء المرعب



لقد كادوا ينهشونني لولا ان الله ألهمني : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق



أحسست بقلبي سوف يغادر صدري فزعت الى الوضوء والصلاة كما وصاني عمي أحمد



الهي ياغافر الذنب ياقابل التوب



يارحمن يارحيم



اقبلني فقد علمت ان لاملجأ ولا منجا منك الا إليك



أذنبت فحلمت



تماديت فأمهلت



فاقبلني في حياض التوبة وصفوف التائبين



اللهم اجعل عظيم جرمي في عظيم عفوك إني تبت إليك فاقبلني ولا تجعلني من القانطين واغفر لوالدي مغفرة ترفعه بها الى عليين



غفوت بعد الصلاة: رأيت والدي عليه ثياب بيضاء ويبتسم فاحتضنته



: كيف حالك ياابي



: ..........



: الحمد لله انك لم تمت



: ..................



استيقظت من غفوتي ودموعي تبلل وجهي



جددت وضوئي وصليت ودعوت لوالدي وبكيت



,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,



الهي لاتعذبنــــــــــــــــــي فاني



مقر بالذي قد كان منـــــــــــــي



ومالي حيلة الا رجائـــــــــــــي



وعفوك ان عفوت وحسن ظني



,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,



لقد أراد الله بي خيرا :



· السيارة الكبيرة التي جعل الله إنقاذنا على يديهم مجموعة من الشباب المتدين المسافرين لأداء العمرة عملوا كل مابإيديهم لإنقاذنا وهم الذين امسكوا بأحد الجناة وسلموه للشرطة وتابعونا مع الإسعاف للمستشفى وتابعوا أحوالنا حتى هذه اللحظة



· عرفت قدر ديني ومقدار تفاهة محاربي الدين والشريعة



· تعلمت ان أقول أذكاري في الصباح والمساء



· الطبيبة التي تحملت الكثير من أجلي كانت في كامل حجابها وسترها



· كانت حالة والدي حرجة من البداية وكان في غيبوبة ولكنهم أخفوا ذلك عني مراعاة لنفسيتي المنهارة ولعل الموت أفضل له من الحياة بعد تلك الذكرى الأليمة ( اللهم ارحمه ..اللهم اغفر له )



· تزوجت من طالب علم من طلاب الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله



· كبر ماجد وأصبح مكان والدي



· كثير من أحداث القصة لاأذكر ها ولكن رواها من حولي لي وخصوصا تلك التي في المستشفى



· لاتحلو الحيـــــــــــــــــاة الا بالله ومع الله



· شيء مهم : قتل الثلاثة حرابة أراد الله ان يعلمني أنني محتاجة الى شرعه وانه هو الغني الحميد



· أحداث مريرة لو لم تحدث لاستمريت في كفري وضلالي وشقائي ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لاتعلمون )






كلماتي هذه أول مرة أسطرها ليقرأها الناس في هذا المنتدى المبارك على من يقرأ يعلم قدر ربه وقدر شريعته الكاملة الصالحة لكل زمان ومكان



فتقبلوا مني ولاتنسوا موتى المسلمين من صالح دعائكم

قصة الشيخ الوقور وركاب القطار الشيخ الروحاني محمد الريان00201204337391

 هل سمعتم بقصة الشيخ الوقور وركاب القطار ؟؟



إذا فاقرءوها الآن فكم هي شيقة !! وكم هي معبرة !! وكم هي خاصة بكل واحد منا !!




فأنا وأنت وهو وهي قد عايشناها لحظة بلحظة .. !!





حصلت هذه القصة في أحد القطارات ...



ففي ذات يوم أطلقت صافرة القطار مؤذنة بموعد الرحيل .. صعد كل الركاب إلى القطار فيما عدا شيخ وقور وصل متأخرا .. لكن من حسن حظه أن القطار


لم يفته .. صعد ذلك الشيخ الوقور إلى القطار فوجد أن الركاب قد استحوذوا على كل مقصورات القطار ..



توجه إلى المقصورة الأولى ...



فوجد فيها أطفالا صغارا يلعبون و يعبثون مع بعضهم .. فأقرأهم السلام .. وتهللوا لرؤية ذلك الوجه الذي يشع نورا وذلك الشيب الذي أدخل إلى نفوسهم



الهيبة والوقار له .. أهلا أيها الشيخ الوقور سعدنا برؤيتك .. فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس ؟؟ ..



فأجابوه : مثلك نحمله على رؤسنا .. ولكن !!! ولكن نحن أطفال صغار في عمر الزهور نلعب ونمرح مع بعضنا لذا فإننا نخشى ألا تجد راحتك معنا



ونسبب لك إزعاجا .. كما أن وجودك معنا قد يقيد حريتنا .. ولكن إذهب إلى المقصورة التي بعدنا فالكل يود استقبالك ...










توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة الثانية ..



فوجد فيها ثلاثة شباب يظهر انهم في آخر المرحلة الثانوية .. معهم آلات حاسبة ومثلثات .. وهم في غاية الإنشغال بحل المعادلات الحسابية والتناقش



في النظريات الفيزيائية .. فأقرأهم السلام .... ليتكم رأيتم وجوههم المتهللة والفرحة برؤية ذلك الشيخ الوقور .. رحبوا به وأبدوا سعادتهم برؤيته .. أهلا


بالشيخ الوقور .. هكذا قالوها .. فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس ..!!!



فأجابوه لنا كل الشرف بمشاركتك لنا في مقصورتنا ولكن !!! ولكن كما ترى نحن مشغولون بالجا والجتا والمثلثات الهندسية .. ويغلبنا الحماس أحيانا



فترتفع أصواتنا .. ونخشى أن نزعجك أو ألا ترتاح معنا .. ونخشى أن وجودك معنا جعلنا نشعر بعدم الراحة في هذه الفرصة التي نغتنمها إستعدادا


لإمتحانات نهاية العام .. ولكن توجه إلى المقصورة التي تلينا .. فكل من يرى وجهك الوضاء يتوق لنيل شرف جلوسك معه ...









أمري إلى الله .. توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التالية ..



فوجد شاب وزوجته يبدوا أنهم في شهر عسل .. كلمات رومانسية .. ضحكات .. مشاعر دفاقة بالحب والحنان ... أقرأهما السلام .. فتهللوا لرؤيته .. أهلا



بالشيخ الوقور .. أهلا بذي الجبين الوضاء .. فسألهما إن كانا يسمحان له بالجلوس معهما في المقصورة ؟؟؟



فأجاباه مثلك نتوق لنيل شرف مجالسته .. ولكن !!! .. ولكن كما ترى نحن زوجان في شهر العسل .. جونا رومانسي .. شبابي .. نخشى ألا تشعر



بالراحة معنا .. أو أن نتحرج متابعة همساتنا أمامك .. كل من في القطار يتمنى أن تشاركهم مقصورتهم ..









توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التي بعدها ..



فوجد شخصان في آوخر الثلاثينيات من عمرهما .. معهما خرائط أراضي ومشاريع .. ويتبادلان وجهات النظر حول خططهم المستقبلية لتوسيع



تجارتهما .. وأسعار البورصة والأسهم ..



فأقرأهما السلام ... فتهللا لرؤية .. وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أيها الشيخ الوقور .. أهلا وسهلا بك يا شيخنا الفاضل .. فسألهما إن كانا يسمحان



له بالجلوس ؟؟؟ فقالا له : لنا كل الشرف في مشاركتك لنا مقصورتنا ... بل أننا محظوظين حقا برؤية وجهك الو ضاء .. ولكن !!!! " يالها من كلمة مدمرة



تنسف كل ما قبلها " .. كما ترى نحن بداية تجارتنا وفكرنا مشغول بالتجارة والمال وسبل تحقيق ما نحلم به من مشاريع .. حديثنا كله عن التجارة



والمال .. ونخشى أن نزعجك أو ألا تشعر معنا بالراحة .. اذهب للمقصورة التي تلينا فكل ركاب القطار يتمنون مجالستك ..










وهكذا حتى وصل الشيخ إلى آخر مقصورة ..




وجد فيها عائلة مكونة من أب وأم وابنائهم .. لم يكن في المقصورة أي مكان شاغر للجلوس ..




قال لهم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فردوا عليه السلام .. ورحبوا به ... أهلا أيها الشيخ الوقور ..




وقبل أن يسألهم السماح له بالجلوس .. طلبوا منه أن يتكرم عليهم ويشاركهم مقصورتهم .. محمد اجلس في حضن أخيك أحمد .. أزيحوا هذه الشنط




عن الطريق .. تعال يا عبد الله اجلس في حضن والدتك .. أفسحوا مكانا له .. حمد الله ذلك الشيخ الوقور .. وجلس على الكرسي بعد ما عاناه من كثرة




السير في القطار ..










توقف القطار في إحدى المحطات ...




وصعد إليه بائع الأطعمة الجاهزة .. فناداه الشيخ وطلب منه أن يعطي كل أفراد العائلة التي سمحوا له بالجلوس معهم كل ما يشتهون من أكل .. وطلب



لنفسه " سندويتش بالجبنة " ... أخذت العائلة كل ما تشتهي من الطعام .. وسط نظرات ركاب القطار الذين كانوا يتحسرون على عدم قبولهم جلوس



ذلك الشيخ معهم .. كان يريد الجلوس معنا ولكن ..



صعد بائع العصير إلى القطار .. فناداه الشيخ الوقور .. وطلب منه أن يعطي أفراد العائلة ما يريدون من العصائر على حسابه وطلب لنفسه عصير برتقال

.


. يا الله بدأت نظرات ركاب القطار تحيط بهم .. وبدأوا يتحسرون على تفريطهم .. آه كان يريد الجلوس معنا ولكن ...



صعد بائع الصحف والمجلات إلى القطار .. فناداه الشيخ الوقور وطلب مجلة الزهرات أمل هذه الأمة .. للأم ... ومجلة كن داعية .. للأب .... ومجلة شبل



العقيدة للأطفال .... وطلب لنفسه جريدة أمة الإسلام .. وكل ذلك على حسابه ... ومازالت نظرات الحسرة بادية على وجوه كل الركاب ... ولكن لم تكن



هذه هي حسرتهم العظمى ...




توقف القطار في المدينة المنشودة ..



واندهش كل الركاب للحشود العسكرية والورود والإحتفالات التي زينت محطة الوصول .. ولم يلبثوا حتى صعد ضابط عسكري ذو رتبة عالية جدا .. وطلب



من الجميع البقاء في أماكنهم حتى ينزل ضيف الملك من القطار .. لأن الملك بنفسه جاء لاستقباله .. ولم يكن ضيف الملك إلا ذلك الشيخ الوقور ..



وعندما طلب منه النزول رفض أن ينزل إلا بصحبة العائلة التي استضافته وان يكرمها الملك .. فوافق الملك واستضافهم في الجناح الملكي لمدة ثلاثة




أيام أغدق فيها عليهم من الهبات والعطايا .. وتمتعوا بمناظر القصر المنيف .. وحدائقه الفسيحة ..




هنا تحسر الركاب على أنفسهم أيما تحسر .. هذه هي حسرتهم العظمى .. وقت لا تنفع حسرة ..






والآن بعد أن استمتعنا سويا بهذه القصة الجميلة بقي أن أسألكم سؤالا ؟؟؟


من هو الشيخ الوقور ؟


ولماذا قلت في بداية سرد القصة :


وكم هي خاصة بكل واحد منا !! فأنا وأنت وهو وهي قد عايشناها لحظة بلحظة .. !!


أعلم إنكم كلكم عرفتموه .. وعرفتم ما قصدت من وراء سرد هذه القصة ..




لم يكن الشيخ الوقور إلا الدين ...




إبليس عليه لعنة الله إلى يوم الدين توعد بإضلالنا .. وفضح الله خطته حينما قال في كتابه الكريم { ولأمنينهم }




إبليس أيقن انه لو حاول أن يوسوس لنا بأن الدين سيئ أو انه لا نفع منه فلن ينجح في إبعادنا عن الدين ... وسيفشل حتما ..




ولكنه أتانا من باب التسويف .. آه ما أجمل الإلتزام بالدين .. ولكن مازالوا أطفالا يجب أن يأخذوا نصيبهم من اللعب واللهو .. حرام نقيدهم .. عندما يكبرون قليلا سوف نعلمهم الدين ونلزمهم به ..




ما اجمل الإلتزام بالدين ولكن .. الآن هم طلبة مشغولون بالدراسة .. بالواجبات والإمتحانات .. بعد ما ينهوا دراستهم سيلتزمون بالدين .. وسيتعلمونه ..


أو مازلنا في شهر العسل .. الدين رائع ولكن سنلتزم به غدا ..




مازلنا نكون أنفسنا بعد أن أقف على رجلي في ساحة التجارة سأهتم كثيرا بديني .. وسألتزم به ..




ولا ندري هل يأتي غدا ونحن أحياء .. أم نكون وقتها تحت الثرى .... !!!




التسويف هو داء نعاني منه في أمورنا كلها .. نؤمن بالمثل القائل :


لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد ولكننا لا نطبق ما نؤمن به على أرض الواقع ..


لذا نفشل في بناء مستقبلنا في الدنيا .. كما في الآخرة ..




فالعمر يمضي ونحن نردد .. غدا سأفعل .. سأفعلها ولكن بعد أن أفرغ من


هذه .. مازلت صغيرا إذا كبرت سأفعلها .. بعد أن أتزوج سألتزم بالدين ..


بعد أن أتخرج .. بعد أن أحصل وظيفة .. بعد أن .. بعد أن

جانيت .. والقرآن ... والســرطان .. آية وعبرة الشيخ الروحاني محمد الريان00201204337391

 جانيت امرأة فرنسية كانت في شبابها ككل الأوروبيات وتحت شعار الحرية الشخصية الوهمية تفعل ما يروق لها ، فكل شئ في شريعتهم مباح ، ولاحرج في ممارسة ما تهواه فليس هناك مايحكُمهم من شرائع أو عقائد تهز كيانهم وبها يُراجعون أنفسهم..

فكان في ظنها أن الحياة دوام ولاحساب ولابعث ولاعذاب ولاجنة ولانار .. فالدنيا هكذا خلقت وهكذا ماعليها من بشر ودواب والكل سيفنى وانتهى الأمر ..



شاءت إرادة الله أن ينال الإبتلاء منها قسطا ً قاسيا ً .. وهي التي لاتنتمي إلى دين بالمعنى الذي نفهمه نحن المسلمات .. فهي مسيحية في بطاقتها الشخصية كعامة المسيحيات .. وكان الإبتلاء بالمرض اللعين ( السرطان ) الذي شمل كل جسدها فصارت تنتظر الموت ، والذي قدَّر الأطباء توقيته بعد ستة أشهر..



كانت تسمع عن الإسلام والقرآن ومحمد نبي المسلمين .. وكانت لها جيرة طيبة من المسلمين المهاجرين إلى فرنسا .. فراودها تفكيرها لِمَ لاتقضي مابقي من حياتها المنتهية أصلا ً في التعرف على هذا الدين .. فطلبت ذلك من جيرانها .. وكان لها ماأرادت ،

فى الوقت الذي كانت تداوم فيه على العلاج المقرر لعل الله يُحدث بعد ذلك أمرا ً..



وعكفت على مطالعة ماوقع بين يديها ، فأحست بنور يُقذف في قلبها ، فأسرَّته في نفسها ، وطلبت مُصحفا ً مترجما ً لتقرأة ،

فكان لها ، فازداد النور في قلبها إشعاعا ً ، فأبصرت الحقيقة ،

وأصرَّت على إعلان إسلامها …



وصارت فاطمة .. تعلمت العبادات .. وذاقت لذة قيام الليل وروعتها حينما يلتقي الحبيب بحبيبه ويسأله ما أراد من حاجات فيستجيب له .. فهو الصمد .. سُبحانه .. وداومت على تلاوة القرآن فما أحلاها من معايشة … وتملكتها حسرة على مامضى من عمرها بعيدة عن إسلامها ..



في الجلسة التالية عند طبيبها المُعالج .. وجد الأمر مختلفا ً .. فقد لبست الحجاب .. فظنه غطاء وقاية لمرضها !!!!



بدأ يفحصُها ويالهول مارأى .. شخصَ بصرُه وزاغ فكرُه !!!!



وسألها هل أنتِ أخت جانيت التوأم التي كُنت أعالجها ؟؟؟!!!



قالت بل أنا هي … قال مستحيل !!!



واستدعى فرقة من الأطباء لئلا يكون التركيز قد غاب عنه وطلب منهم إعادة الكشف عليها … وطرح بين أيديهم التقارير السابقة والتي تظهر تاريخَ المرض وتطورَهُ.. وتركهم ليضرب أخماسِه في أسداسِه وانتظر !!!



خرج الأطباء مندهشين متعجبين



واجتمعوا ثانية وسألوها هل تتعالجين عند طبيب آخر ؟؟؟



قالت نعم !!!



ومن هو ؟؟؟؟؟



قالت هو الله



الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ 78 وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ 79 وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ 80 وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ 81 وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ82



فإلى كلِّ مبتلىً كُن مَعَ الله يحفظكَ ويرعاكَ ويحميكَ ويُنجيكَ


حارس القانون الشيخ الروحاني محمد الريان00201204337391

 أمام القانون كانت هناك بوابة يقف عليها حارس ضخم. قدم رجل من الريف وتوسل الحارس أن يسمح له بالدخول لمقابلة (القانون)، لكن الحارس أخبره أنه من غير المسموح الدخول على القانون الآن.




اعتقد الرجل أن الأمر منته، لكنه عاد وسأل الحارس إن كان سيسمح له بالدخول فيما بعد؟


- (محتمل) أجابه الحارس (لكن ليس الآن).


كان الحارس يقف على طرف البوابة المفتوحة، تجرأ القروي ليمد رأسه عبر فراغ البوابة متطلعاً إلى الداخل.


ضحك الحارس مما فعله الرجل وقال:


- (إذا كنت متحمساً للدخول فجرب أن تفعل ذلك بدون إذني، لكن عليك أن تعلم أنه برغم قوتي فأنا أضعف حراس (القانون)، فمن ردهة إلى ردهة ستجد حارساً خلف آخر، وكل واحد أقوى من الذي يسبقه. بل إن حارس الردهة الثالثة مرعب لدرجة أنني لا أجرؤ على مجرد النظر إليه).


لم يكن الرجل الريفي يتوقع كل هذه الصعوبات عندما قرر أن يأتي، فقد اعتقد أن القانون متاح للجميع في أي وقت. لكن منظر الحارس الضخم في معطف الفرو السميك وأنفه الحاد الطويل ولحيته النحيلة المدببة جعلته يعتقد أنه من الأفضل له أن ينتظر حتى يؤذن له بالدخول.


أعطاه الحارس مقعداً وسمح له بالجلوس إلى جانب البوابة، جلس القروي لأيام وسنوات، قدم خلالها الكثير من التوسلات للحارس كي يسمح له بالدخول حتى أصابه بالإزعاج من كثرة طلباته.


كان الحارس يجري معه حواراً قصيراً في كل مرة، يسأله عن قريته وأسئلة أخرى مشابهة دون أن يحدث ذلك أي نتيجة، فدائماً ما يأتيه الجواب بأنه لم يحن بعد الوقت للسماح له بالعبور.


قام الرجل بالتضحية بكل زاده الذي أتى به من القرية محاولاً رشوة الحارس، كان الحارس يتقبل كل شيء مهما كانت قيمته، لكنه يعلق في كل مرة يتلقى رشوة جديدة:


- (أنا أقبلها فقط كي لا تشعر بالذنب لأنك لم تجرب كل السبل)


خلال السنوات الممتدة استحوذ الحارس على عقل الرجل القروي. نسي الحراس الآخرين خلف الأبواب الأخرى. أصبح هذا الحارس عائقه الوحيد عن مقابلة القانون. أخذ يلعن حظه السيئ، بجرأة وصوت عال في السنوات الأولى ثم بهمهمة خافتة بينه وبين نفسه في السنوات الأخيرة.


أصبحت ممارساته طفولية مع الوقت، من كثرة تأمله في الحارس أصبح يعرف عدد البراغيث في معطف الفرو الذي يرتديه، بل إنه توسل إلى البراغيث أن تتوسط لدى الحارس كي يسمح له بالدخول لكن دون جدوى.


أخذت عيناه تذبلان، ولم يعرف هل العالم أصبح أكثر ظلمة، أم أن عينيه تخدعانه.


حتى عندما أطفئت عيناه تماماً كان يشعر بالوهج القادم عبر بوابة القانون، كان وهجاً لا يكمن أن يخبو بالنسبة له.




والآن وهو يشعر أنه لم يبق له إلا لحظات قبل أن يموت، كانت هناك فكرة تدور في ذهنه على مدى سنوات و لم يجرؤ خلالها أن يصارح الحارس بها من قبل.


أشار للحارس أن يقترب (حيث لم يعد جسمه المتصلب يسمح له بالحركة)، انحنى الحارس نحو الأسفل ليقترب منه:


- (ماذا تريد أيها الرجل الكثير الطلبات؟) سأله الحارس


طرح الرجل سؤاله


- (كل الناس تناضل لكي تصل إلى (القانون)، فكيف يتفق أنه خلال كل هذه السنوات الطويلة، لم يتقدم أحد سواي ليتوسل الدخول؟)


تيقن الحارس أن الرجل يحتضر، وليجعل حواسه الواهنة تلتقط الكلمات زأر في أذنه بصوت عالٍ


- لا أحد يستطيع الدخول من هذه البوابة، هذه البوابة صنعت لأجلك فقط، وسوف أغلقها الآن

كيس و أوراق الشيخ الروحاني محمد الريان00201204337391

موقف مؤثر


الموقع: مكتبة المنار الاسلامية (لبيع الكتب)


التاريخ: أغسطس 2003


الساعة: الخامسة وعشرة دقائق مساءً.


أحداث الموقف:


اطلعت على بعض الكتب وإذا بصديق لي لم أره منذ سنة كاملة (فأنا طالب في أمريكا), سلمت عليه وتحدثنا حديثاً رفيع المستوى فصاحبي رجل مثقف يعرف مكانة الكتب, تحدثنا عن جديد وقديم الكتب ونصحني بقرائة كتاب وأنا بدوري بادلته النصح وأرشدته لكتاب معين.


خلال حديثنا دخل المكتبة شاب في مقتبل العمر, ضعيف البينة, مصفر الوجه, قصير جداً, ملابسه لم متكن نظيفة! كان يلبس ثوب (دشداشة), وبيده كيس أصفر.


زاحمت عقارب الساعة صاحبي فاستأذنني بالرحيل, فأنهيت حديثي معه وسلمت عليه سلام المسافر, فسفري الجمعة القادمة لأتم دراستي في أمريكا.


جلست بجانب البائع على كرسي, وعيني تجول في الكتب من حولي وكأنها تجول وتسهو في كنز من الماس والعسجد. فتوقير الكتاب والاستفادة منه ميزان يرفع الله به أقواماً ويحط آخرين, وصدق سبحانه اذ بدأ التنزيل بقوله: ((اقرأ)) سورة العلق 1.


على هذه الحال والخواطر تجول في نفسي وعقلي, تحدثني عن فضيلة العلم والتعلم, فاجأني الشاب بقوله: ((السلام عليكم, أنت وين ساكن؟)) فحدثتني نفسي أن: لماذا يسألك عن مكان سكنك! ما دخله؟ فقلت له: قريب.


ابتسم الشاب ابتسامة كلها براءة وبساطة. وقال بلهجة كويتية فيها نبرة طفولة: (( يا حظك )) وأكمل كلامه (( أنا ساكن في الفردوس وأمشي حتى أصل لحولي لأقرأ في المكتبات. أنا ماعندي فلوس كافية, أشتغل واذا حصلت فلوس آتي للمكتبة واشتري أي كتاب أرغب فيه)). في هذه اللحظة يأتيني ابليس اللعين يفسد علي الموقف يقول: (( شحات آخر من الشحاتين )). أكمل الشاب كلامه يسألني: (( قرأت كتاب تفسير القرآن العظيم؟ )) قلت له: (( نعم قرأت منه, لإبن كثير )) فتهلل وجهه وملء شفتيه الإبتسام وقال: (( كتاب حلو )). لاحظت من كلامه بأنه خارج من القلب. أكمل الشاب: (( حين تقرأ الكتب الدينية هذه تجعلك تخاف من العذاب وتحب الجنة)). اسلوبه في الكلام كان بسيط جداً وكان يتلعثم في كلامه كأنه طفل. كان غريباً.


في هذه اللحظة كلمني البائع بأمر ورددت عليه. ثم أتى الشاب ليسأل البائع عن سعر كتاب معين فأجابه: (( بدينار ونصف)). أطرق الشاب وسكت وعينه تنظر في الكتاب ثم قال, بنبرته الطفولية: (( أنا عمري الحين عشرين سنة وأقرأ منذ كنت 18, اذا قرأت أنسى الناس من حولي, أنسى أمي وأبي وكل من يناديني)) رد عليه البائع: (( شيء طيب القرائة مفيدة )).


أراد الشاب أن يمشي فناداه البائع: (( لا تنسى كيسك )) رجع الشاب مبتسماً وقال: (( هذا الكيس فيه تاريخ )) وأخرج كتاب من الورق الأصفر, محروق جانبه ومغبر. فسأله البائع: (( أين وجدت هذا؟ )) قال: (( في الشارع, وأنا محتفظ فيه وأقرأ منه )). فسأله ثانية: (( ماذا تستفيد منه؟ )) فرد الشاب: (( فيه كلام حلو عن الايمان وعن الجهاد )) فقال له البائع: (( لحظة لا تمشي )), وأخرج له كتيب صغير فيه أذكار وأهداه للشاب وقال: (( اقرأ في هذا يفيدك )).


تهلل وجه الشاب وملأه الفرح.

فرحاً ما رأيت مثله.

فتح الكتيب وابتدأ في القراءة وهو يمشي حتى ترك المحل وخرج.


أنهيت مشاغلي مع البائع, وركبت سيارتي فوجدت الشاب قريباً من حدود منطقة حولي وهو يمشي على قدميه ويقرأ في كتاب الأذكار! وكأنه لم يرفع رأسه مذ خرج من المكتبة!


خالجتني عندها عبرة, وأثر بي أني أسأت الظن فيه حين قالت لي نفسي (( شحات )).


رثيت لحاله فهو لا يملك مالاً يشتري به كتاب.


تذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمس مائة عام: نصف يوم)) \"صحيح\"مشكاة المصابيح 5172. وأنه كما يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (( يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء )) صحيح الترغيب 3138.


تفكرت في حالي وقلت الحمد لله عيش الملوك, بل أحسن. فالبال مرتاح والضمير مطمئن, الله لا يغير علينا.


موقف مؤثر استفدت منه:


- أن البساطة مؤثرة للغاية, وكلما فلسفنا الأمور وزدناها تعقيداً خسرنا روحنا المؤثرة. وصدق استاذنا محمد أحمد الراشد صاحب سلسلة احياء فقه الدعوة حين قال: ( التعقيد التخطيطي ينافي السكينة الإيمانية ).


- أنه كلما ملئت قلوبنا بخسائس الدنيا وجذب الطين, سهلت مهمة ابليس, فيا عجبي من مراغم يعين خصمه على نفسه! اللهم طهر وسخ قلوبنا.


- أن المال الذي أصرفه على سفاسف الأمور, قد يحتاج إليه انسانٌ جاد يريد الرفعة لهذا الدين.


موقف مر وأثر بي.


وصدق الشاعر حين قال:


الــنــفــس تـجـزع أن تكون فـقــيرة والـفـقــر من غـنـى يـطـغـيـهـا


وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبته فجميع ما في الأرض لا يكفيـها